تركيا تتهم ألمانيا بالتحريض ضد أردوغان

تركيا تتهم ألمانيا بالتحريض ضد أردوغان


أنقرة – تصاعد التوتر في العلاقات بين أنقرة وبرلين إلى مستوى غير مسبوق حيث استدعت الخارجية التركية الأحد، سفير ألمانيا لديها غداة تظاهرة للأكراد في فرانكفورت تنتقد إجراء استفتاء لتعديل الدستور التركي يعزز من صلاحيات رجب طيب أردوغان.

ووصف إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس رجب طيب أردوغان هذه الحادثة بالـ”فضيحة”.

وقال إن “ألمانيا أعطت اسمها لفضيحة جديدة”، معبرا عن استيائه لظهور شعار “المجموعة الانفصالية الإرهابية”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، خلال التظاهرة.

وخرج نحو ثلاثين ألف شخص من المؤيدين للأكراد في مظاهرة السبت الماضي، في فرانكفورت غرب ألمانيا مطالبين بـ”الديمقراطية في تركيا” و”الحرية لكردستان”، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء.

ورفع المتظاهرون شعارات ترمز إلى حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الدولة التركية منذ قرابة 33 عاما وصورا لزعيمه التاريخي عبدالله أوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن، حسب قول متحدثة باسم الشرطة في فرانكفورت.

وأوضحت الشرطة أنها لم تتدخل لمصادرة هذه الأعلام لتجنب استفزاز الحشد، لكنها أكدت أنها التقطت صورا قد تؤدي لاحقا إلى القيام بملاحقات في حال تطورت الأمور نحو الأسوأ.
برونو كال: تركيا حاولت إقناعنا بروايتها حول الانقلاب، لكنها لم تنجح في ذلك

وكان الهدف الأساسي هو المشاركة في مسيرة حاشدة بمناسبة الاحتفال بعيد رأس السنة الكردية “نوروز”.

وتضم ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم، حيث تقدر بنحو أربعة ملايين شخص، ويشكل الأكراد جزءا كبيرا منها.

وتشهد العلاقات بين البلدين توترا كبيرا منذ أن منعت الحكومة الألمانية وزراء أتراكا من المشاركة في تجمعات مؤيدة لأردوغان قبل الاستفتاء المقرر في منتصف الشهر المقبل.

وقد ساندت برلين دولا أوروبية مثل هولندا وبلجيكا والنمسا في الخطوة ذاتها.

ولم تكتف تركيا بتلك الخطوة، بل ظهر أردوغان بنفسه ليوجه هجوما شخصيا لاذعا على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل متهما إياها باللجوء إلى “ممارسات نازية”.

وقال الرئيس التركي في خطاب متلفز “أنت (أنجيلا ميركل) تقومين الآن بممارسات نازية. ضد من؟ ضد إخواني المواطنين الأتراك في ألمانيا وإخواني الوزراء”.

وكان أردوغان قد اتهم الاثنين الماضي، ميركل بدعم الإرهابيين في تصعيد جديد للعلاقات المتوترة أصلا بين أنقرة وبرلين، بينما اعتبر الناطق باسم المستشارة الألمانية هذه الاتهامات بأنها سخيفة.

ولم ينته الأمر عند ذلك الحد، بل انتقد المتحدث باسم الرئيس التركي تصريحات برونو كال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (بي.إن.دي) عن محاولة الانقلاب في تركيا.

وقال إبراهيم قالين في مقابلة مع قناة “سي.أن.أن تورك” إن هذه التصريحات تعد إشارة أخرى إلى أن ألمانيا تدعم حركة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.

وفيما حمّل الرئيس التركي حركة غولن المسؤولية عن محاولة الانقلاب في منتصف يوليو الماضي، أعرب كال عن رأي آخر مخالف للرواية التركية.

وقال في تصريحات لمجلة “شبيغل” الألمانية إن “تركيا حاولت على المستويات المختلفة، إقناعنا بذلك، لكنها لم تنجح في ذلك حتى الآن”.

واعتبر محاولة الانقلاب في تركيا كانت ذريعة مرحبا بها للقيام بعمليات التسريح الجماعي التي حدثت بعد ذلك، والتي يعتقد كال أنه كان مخططا لها في كل الأحوال.

ويأتي التصعيد انسجاما مع التوتر التركي الهولندي الذي بلغ أوجه حين رفضت أمستردام دخول وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى أراضيها ومنعت وزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول من دخول قنصلية بلادها في مدينة روتردام.

وأبدت ألمانيا غضبا بسبب سجن الصحافي التركي الألماني دنيز يوغل الذي يعمل لحساب صحيفة “دي فيلت” الألمانية بتهمة الإرهاب.

واعتبر الرئيس التركي يوغل، الذي تسبب اعتقاله في قلق دولي، بأنه عميل إرهابي وصحافي مفترض، متهما برلين باستضافته لمدة شهر في قنصليتها بإسطنبول قبل اعتقاله.

العرب اللندنية