برلين – أعاد إلغاء السلطات الألمانية لتجمعين كان يفترض أن يشارك فيهما وزيران تركيان، تأجيج الخلاف بين أنقرة وبرلين العضوتين في الحلف الأطلسي واللتين تشهد العلاقات التاريخية بينهما توترا منذ محاولة الانقلاب في تركيا في يوليو الماضي.
وأعلن وزير العدل التركي بكر بوزداغ عدوله عن زيارة ألمانيا حيث كان من المقرر أن يلتقي بنظيره هايكو ماس، وقال الجمعة، إن إلغاء التجمع “إجراء فاشي”.
وتابع “الإرهابيون يتمتعون بحرية التعبير (في ألمانيا) لكن ليس وزير العدل”. ووصف ألمانيا بأنها الملجأ الآمن لأعداء تركيا.
وكان من المقرر أن يلقي بوزداج كلمة أمام أنصار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إطار مساعي أنقرة لحشد الدعم بين الجالية التركية في ألمانيا لاستفتاء سيجرى في أبريل بشأن توسيع نطاق سلطات الرئيس، حيث توجد في ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم تضم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة أكثر من نصفهم من الناخبين وهو ما يأمل أردوغان في الاستفادة منه.
لكن السلطات الألمانية ألغت التجمع في بلدية غاغناو لأسباب لوجستية الخميس، وتم إخلاء البلدية الجمعة، وقال مايكل فايفر رئيس بلدية غاغناو للتلفزيون الألماني، إن السلطات أخلت مبنى البلدية الجمعة بعد تلقي تهديد بوجود قنبلة.
وأضاف فايفر إن قرار إلغاء التجمع في غاغناو لا يرتكز على معارضة سياسية لبوزداج أو لحكومة أردوغان.
وأكد “لدينا حرية التجمع هنا في ألمانيا وحرية التعبير عن الرأي. هذه قيم سامية. نحن في موقع لا يمكننا بموجبه حظر هذا إلا استنادا إلى مخاوف أمنية”.
كما ألغت مدينة كولونيا تجمعا مماثلا كان من المفترض أن يتكلم خلاله وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، الأحد.
واتخذت العلاقات بين البلدين منعرجا سيئا جديدا، بعد اعتقال تركيا للصحافي دينيز يوجيل مراسل صحيفة دي فيلت الألمانية الاثنين. وقال سيغمار غابرييل وزير الخارجية الألماني إن الاعتقال تسبب في أضرار جسيمة للعلاقات بين البلدين.
وتخشى ألمانيا من تنامي التوتر مع تركيا وهي تسعى إلى تأكيد التزام أنقرة المستمر بالإجراءات التي تمنع التحركات الكبرى للاجئين من تركيا إلى أوروبا.
يذكر أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم ألقى الشهر الماضي، كلمة أثناء تجمع في أوبرهاوزن (غرب ألمانيا) أمام الآلاف من مناصري النظام التركي، ما أثار انتقادات حادة من المعارضة الألمانية للحكومة.
العرب اللندنية