الملتقى البحري العربي…افاق وتحديات

الملتقى البحري العربي…افاق وتحديات

اختتمت فعاليات الملتقى البحري العربي الأول في العاصمة الاردنية عمان, بمشاركة وزراء النقل وخبراء في القطاع البحري من عدة دول عربية  في خطوة من شأنها تحقيق استراتيجية شاملة تسهم في تطوير هذا القطاع عربيا .

وكان المشاركون قد ناقشوا أهم التجارب والخبرات والمستجدات على صعيد صناعة الموانئ البحرية والنقل والتأمين البحري بغرض الاستفادة منها في عمليات تخطيط الاستراتيجيات المستقبلية لتطوير وتحديث هذه الصناعة.

ويبلغ مساهمة الأسطول البحري العربي في حجم التجارة التي ينقلها الأسطول العالمي لا تتجاوز 5 % رغم الموقع الجغرافي للعالم العربي بين قارات العالم وحتمية مرور خطوط التجارة البحرية العالمية بأهم الممرات المائية مثل قناة السويس وخليج عدن ومضيق جبل طارق .

وزيرة النقل الاردنية لينا شبيب من جهتها اكدت ان هذا الملتقى  يشكل فرصة ومنصة لعقد عدة مذكرات واتفاقيات تفاهم بين دول الشرق الاوسط , كما انه يعمل على ايجاد حلول لتحديات وصعوبات تواجه النقل البحري خاصة انه مسؤول على ما يزيد من 80%من التجارة العالمية , مؤكدة ان الاردن يتمتع بموقع استراتيجي خاصة منظومة ميناء العقبة وهذا ما يساعد ويشجع الاستثمار البحري فيها.

بدوره قال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور هاني الملقي ان التغييرات الكبيرة في مفهوم النقل البحري ادت الى تطوير موانئ العقبة وقد عقدت الحكومة الاردنية  العزم على الانتقال من العمومية الى التخصصية ضمن خطة محكمة لبناء موانئ(الطاقة والحاويات والصناعة والركاب)بما يتناغم واستشراف مستقبل صناعة النقل في المنطقة .

واضاف ان منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عام 2001 شهدت نقلة نوعية في هذا المجال ليرتفع عدد موانئ العقبة من ميناء واحد بأحد عشر رصيفا الى 9موانئ جديدة متخصصة بـ 21 رصيفا، وثلاثة موانئ متخصصة اخرى منها ما هو في قيد الدراسة او قيد التنفيذ مبينا ان اهم ما في هذه المنظومة تحت الانشاء هو الميناء الصناعي الذي وقعت اتفاقية إنشائه منذ اسابيع بقيمة اجمالية بلغت 170 مليون دولار والمؤمل الانتهاء منه في نهاية عام 2016.

واضافت ان الملتقى بمثابة فرصة لتبادل الآراء والخبرات ومناقشة التطورات الحديثة في ادارة وتشغيل الموانئ ، وبأن اهم أهداف الملتقى هو الارتقاء بصناعة النقل وإثراء النقل البحري وتعزيز التجارة العربية البينية والاستثمار في الأسطول العربي التجاري وإيلاء التدريب والتعليم البحري الأهمية القصوى.

واكد مدير عم النقل البري عباس الزبيدي ان العراق تعمل دائما على تطوير اقتصادها ورفع المعيقات التي تؤثر على  حركته ,مشيرا الى العراق متابع لجميع ساحة النقل لرفع الحيف على موانئ العراقية في الفترة الاخيرة والسعي على مواصلة مع الاقطار العربية .

من جهة اخرى اكد وزير النقل المصري هاني ضاحي انه يجب ان يكون تكامل بين الموانئ العربية الموجودة في المنطقة ,اذ مصر تقع في موقع جغرافي متميز بين قارتين ,حيث تعمل مصر على ازدواج احد اهم المشاريع البحرية وهو قناة السويس الذي يعد نقلة حضارية واقتصادية للمنطقة , ميناء العقبة سيكون احدى الموانئ المستفيدة من ازدواج ومشروعات التنمية القائمة في قناة السويس, مشيرا الى وجود طفرة تنموية لموانئ مصر  حيث يتم تطوير 15 ميناء تجاري 27 ميناء تخصصي تقع على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط  وهذا ينطلق على المنطقة الاقتصادية والعربية بشكل كامل.

واكد هاني,ان الاساطيل العربية في الوقت الحاضر تعاني من ضعف وتعاني من تحديات كبيرة  وهو الامر الذي يتطلب  العمل على تقويتها واكد على ضرورة جلب الاستثمارات الاجنبية في القطاع البحري خاصة انهم يتمتعون بتاريخ طويل و بخبرات  وكفاءات عالية المستوى ومتخصصة في النقل البحري  وهو ما يساعد على تنمية الاساطيل الموانئ العربية

وشارك في الملتقى اكثر من 240 مشاركا من المتخصصين في مجال  النقل البحري من القطاعين العام والخاص في دول مصر، السعودية، لبنان، الإمارات، السودان، المغرب، تونس، العراق، واليمن إضافة الى الى البلد المضيف الأردن وكذلك أساتذة الجامعات والكليات والمعاهد البحرية ومراكز البحوث واستشارات النقل البحري وصناع القرار من رؤساء هيئات الموانئ البحرية وشركات النقل البحري العربية والأجنبية، ومقدمي الخدمات والأنشطة اللوجستية ووكلاء الشحن وممثلي الوزارات والهيئات والشركات المعنية بصناعة الموانئ والنقل البحري، لتبادل الآراء ومناقشة التطورات الحديثة في إدارة وتشغيل الموانئ من هذه الدول.

اماني العبوشي

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية