القاهرة – قام العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الاثنين بزيارة إلى القاهرة للتشاور مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في خطوة اعتبرها مراقبون غير منفصلة عن الاستعدادات للقمة العربية التي ستنعقد الأربعاء بالأردن، والتي يتوقع أن تخرج بإطار عمل مشترك بين الدول العربية حول القضايا المشتعلة في المنطقة.
واستقبل السيسي الملك حمد بن عيسى بمطار القاهرة، واصطحبه إلى قصر الاتحادية لإجراء مشاورات ثنائية حول عدد من الملفات المشتركة، قبل أن يتوجه كلاهما إلى الأردن لحضور القمة.
ويعكس توقيت القمة البحرينية المصرية إدراك قيادتي البلدين أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في إطار البيت العربي الكبير، وتوحيد الرؤى والمواقف العربية في التصدي إلى التنظيمات الإرهابية، والحد من تدخلات إيران في المنطقة.
ومتوقع أن تولي قمة البحر الميت اهتماما متزايدا بتحقيق مصالحات عربية تمكّن من التصدي لتدخلات إيران في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية، والتفاهم حول سياسات متقاربة لوضع حدّ لتنامي نفوذها الإقليمي، الذي يشكل تهديدا جديا للمصالح العربية.
وتتهم البحرين ودول خليجية إيران بالعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة ودعم منظمات شيعية بالمال والسلاح.
وأعلنت المنامة أكثر من مرة ضبط شبكات إرهابية تعمل لصالح النظام الإيراني.
وأدانت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المشكلة من الإمارات والبحرين والسعودية ومصر، المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران، الاثنين، استمرار التدخلات الإيرانية “التي تعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية”.
واعتمدت اللجنة الوزارية التوصيات الصادرة عن فريق الخبراء على مستوى كبار المسؤولين، بهدف وضع خطة تحرك عربية من أجل التصدي لتدخلات طهران في المنطقة العربية.
واستقبلت دول عربية إشارات أميركية تفيد بأن هناك انسجاما بخصوص مواجهة إيران وتطويقها في إطار إستراتيجية جديدة للبيت الأبيض، تقوم على مواجهتها وتحجيم نفوذها في الشرق الأوسط.
وقال البعض من المراقبين إن لقاء ملك البحرين بالرئيس المصري، لم يخلُ من محاولة جديدة لطيّ صفحة التوتر بين القاهرة والرياض، خاصة أن ثمة رسائل وخطوات سعودية إيجابية عديدة ظهرت خلال الأيام الماضية، تؤكد على أهمية العلاقات المشتركة.
وكشفت مصادر سياسية لـ“العرب” أن أخبارا مهمة بشأن العلاقات المصرية السعودية سيتم الإعلان عنها عقب انتهاء القمة العربية، التي من المتوقع أن تشهد لقاء ثنائيا بين الرئيس السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال محمد السعيد إدريس رئيس الوحدة العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن زيارة العاهل البحريني للقاهرة هدفها الرئيسي المساهمة في نجاح القمة بالأردن، والذي لن يكون دون تحقيق مصالحات عربية حقيقية.
وألمح لـ“العرب” إلى أن هناك حالة حراك عربية مدعومة من الولايات المتحدة من أجل مواجهة تصاعد نفوذ إيران، وأن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي لواشنطن ولقاءه الرئيس دونالد ترامب، قرّبت المسافات بين الرياض وواشنطن، وبين الأولى والقاهرة، خاصة بشأن التفاهم حول سبل التعامل مع طهران وتحجيم دورها في المنطقة.
العرب اللندنية