بروكسل – يبدو أن الخلافات الأميركية الأوروبية حول استراتيجية كل منهما للتعامل مع الأزمة السورية وتحديد دور الأسد في مستقبل البلاد، بدأت تشق طريقها إلى العلن.
ففي حين تُبنى الاستراتيجية الأميركية في سوريا على إعطاء الأولوية لمحاربة المتطرفين وترك مسألة بقاء الأسد من عدمه للسوريين فإن بروكسل تصر على ضرورة رحيل الرئيس السوري في ختام المرحلة الانتقالية السياسية.
وذكر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين في لوكسمبورغ أنهم يعتبرون أنه لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد البقاء في السلطة في ختام المرحلة الانتقالية التي يدعون إليها، وذلك ردا على ما بدا أنه تحول في الموقف الأميركي.
وأقرت الولايات المتحدة الخميس بأن رحيل الرئيس السوري لم يعد “أولوية” بالنسبة إليها وإنها تبحث عن استراتيجية جديدة لتسوية النزاع في سوريا المستمر منذ أكثر من ست سنوات.
وقال وزير الخارجية الهولندي برت كوندرس عند وصوله إلى اجتماع الاتحاد الأوروبي “كان لدينا على الدوام الموقف نفسه، لا أعتقد أن هناك مستقبلا للأسد، لكن القرار يعود إلى الشعب السوري”.
وذكر وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت إنه يجب “حصول انتقال سياسي فعلي عند انتهاء العملية السياسية، وحين يتعلق الأمر ببناء سوريا المستقبل لا يمكن لفرنسا أن تتصور للحظة أن سوريا هذه يمكن أن يديرها الأسد طالما أنه يتحمل مسؤولية عن الوضع الراهن؛ أكثر من 300 ألف قتيل وسجناء وتعذيب وبلد مدمر، أعتقد أنها مسألة الحس بالمسؤوليات”.
من جهته قال نظيره الألماني سيغمار غابرييل “لقد قلنا على الدوام إنه يعود إلى السوريين أن يقرروا من سيكون رئيسهم وآي حكومة ستكون لديهم، وإنه من غير المجدي تسوية مسألة الأسد في البداية لأن ذلك سيقود إلى طريق مسدود”.
ورأى أن “الولايات المتحدة أصبحت الآن تعتمد موقفا أكثر واقعية من السابق” عبر تخليها بشكل واضح عن المطالب برحيل الرئيس السوري.
وأضاف غابرييل “لكن هناك أمرا غير مقبول، وهو أن يبقى دكتاتور ارتكب مثل هذه الجرائم الرهيبة بالمنطقة في منصبه من دون عقاب” باسم “التركيز على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. هذا الأمر لا يمكن أن يكون موقف أوروبا”.
العرب اللندنية