الخرطوم – حذّرت أجهزة الاستخبارات الأفريقية من تفشي ظاهرة “مثلث الرعب” بالقارة والمتمثل في الارتزاق والمقاتلين الإرهابيين الأجانب والتنظيمات الخارجة عن القانون بعد عودة العشرات من الشبان من بؤر التوتر إلى بلدانهم.
واجتمع ضباط في العاصمة السودانية الخرطوم الاثنين، ضمن مؤتمر لأجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا (السيسا) وهي الذراع الأمني للاتحاد الأفريقي، وتضم نحو 27 جهاز أمن ومخابرات.
وقال محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني خلال افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام إن “المقاتلين الإرهابيين الأجانب والمرتزقة والمنظمات المارقة تشكل مثلث الرعب في أفريقيا”.
وأضاف عطا أمام ضباط أجهزة الاستخبارات من السودان ورواندا وأوغندا وأثيوبيا ومصر وجنوب أفريقيا خصوصا أن هذه العوامل الثلاثة “ساهمت في عملية استقطاب للمجتمع في أفريقيا”.
وتشير تحليلات إلى أن ضعف الرقابة ببعض المناطق المتاخمة لمنطقة الساحل والصحراء تساعد على تسلل مقاتلي داعش المتطرف وتجمعهم من جديد، ما أدى إلى ظهور تنظيم يدعى الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى في منطقة بوركينا فاسو.
ويؤكد خبراء في مجال الاستخبارات أن أغلب المقاتلين الإرهابيين الأجانب ضمن داعش يحملون جوازات دول غربية لا تحتاج تأشيرة دخول إلى العديد من الدول الأفريقية، كما تعود جنسيات عدد من المقاتلين في سوريا وليبيا إلى البعض من بلدان شرق وشمال أفريقيا.
وأشار أحد الضباط المشاركين في المؤتمر لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الآلاف من الشبان الأفارقة المنضوين في المجموعات الجهادية مثل تنظيم داعش يشكلون تهديدا حقيقيا لبلدانهم.
وقال شيملس سيمايات المسؤول في اللجنة الأفريقية للاستخبارات والأمن، ومقرها أبوجا، والتي تساعد الاتحاد الأفريقي في مواجهة التهديدات الأمنية إن “بين 20 إلى 40 بالمئة من المقاتلين الإرهابيين الأجانب عادوا إلي بلدانهم من سوريا والعراق ومناطق أخرى بعد أن شاركوا في القتال إلي جانب داعش”.
وأوضح المسؤول الاستخباراتي أن عددا كبيرا من هؤلاء يحملون جوازات سفر غربية ما يمكنهم من التنقل عبر القارة الأفريقية. وقال إن “هذا يتطلب اهتماما عاجلا علينا التحرك بسرعة تجنبا لمفاجآت”.
وأكد سيمايات أن التقارير الاستخباراتية تظهر أن المقاتلين يتحركون باتجاه بعض الدول مثل مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، مؤكدا أن هذه الدول أصبحت محط أنظار تنظيم داعش.
ويؤكد مسؤولون أفارقة إن العشرات من الشبان السودانيين التحقوا بالتنظيم المتطرف خلال السنوات الماضية ويقاتلون في صفوفه في ليبيا والعراق، إلى جانب شبان من تونس وليبيا.
وقال طارق شكري، ممثل للجنة المنظمة للمؤتمر في مؤتمر صحافي إن “عددا من الحركات المسلحة في دارفور، تقاتل كمرتزقة في دولة جنوب السودان، وليبيا”، واصفا الأمر بالخطير لجهة أنها خرجت عن دائرة أهدافها التي تقاتل من أجلها.
العرب اللندنية