حدث في سنة 2016 شيء استثنائي في سياسات البلدان بمختلف أرجاء العالم؛ إذ برز جيل من الزعماء الشعبويين بسرعة وزمن مفاجئين: مارين لوبان في فرنسا وخيرت فيلدرس في هولندا وفيكور أوربان في المجر وفلادمير بوتين في روسيا ورجب طيب أردوغان في تركيا ودونالد ترامب في الولايات المتحدة ونارندا مودي في الهند وبرابوو سوبيانتو في إندونيسيا ورودريغو دوترتي في الفلبين، وغيرهم.
وفي مجتمعات متباينة إلى حد كبير كما هو الحال بين الولايات المتحدة المزدهرة وفلبين المفقّرة، ظهرت نزعتان عنيفتان متشابهتان من الخطاب الشعبوي أوصلتا مرشحين غير محتمل فوزهما من هامش السياسة إلى الرئاسة. وعلى الجهتين المتقابلتين للمحيط الهادي تم تأطير هاتين الحملتين المنتميتين لمرشحين غير متحزبين بدعوات صارخة للعنف وحتى القتل.
في الديمقراطيات الأقل تطورا لم يتردد الزعماء الشعبويون في نقش قوتهم المكتشفة حديثا على أجساد ضحاياهم
لما ازدادت حملة الملياردير دونالد ترامب زخما تجاوز تعهداته المتكررة لمحاربة الإرهاب الإسلامي بالتعذيب والقصف الوحشي بالقنابل عن طريق الدعوة كذلك إلى قتل النساء والأطفال، حيث قال في تصريح لقناة فوكس نيوز “الشيء الآخر المتعلق بالإرهابيين يتمثل في وجوب نزع عائلاتهم، عندما تمسك بهؤلاء الإرهابيين عليك أن تنزع عائلاتهم. إنهم يولون أهمية لحياتهم، لا تغالط نفسك. وعندما يقولون إنهم لا يهتمون بعائلاتهم عليك أن تنتزع عائلاتهم”.
وفي وقت متزامن أقسم رودريغو دوترتي، أثناء حملته في الفلبين حول برنامج القانون والنظام الخاص به (وكان وقتها رئيس بلدية مدينة نائية)، بأنه سيقتل مروّجي المخدرات في كافة أنحاء البلاد غير مستثن أحدا في تشبيهه العنيف، حيث وعد عند إطلاق حملته “إذا قدر لي بأن أكون في الرئاسة فاحذروا لأن الألف (عدد الأشخاص الذين أعدموا لما كان رئيس بلدية) سيصبحون مئة ألف. سترون السمك في خليج مانيلا يسمن. ذلك هو المكان الذي سأرميكم فيه”.
لم يكتف صعود الشعبويين بالتردد عميقا في ثقافتهم السياسية، لكن أيضا عكس النزعات العالمية التي جعلت خطابهم الملطخ بالدم خطابا نموذجيا في عصرنا الحاضر. بعد ربع قرن من العولمة، شرع العمال الذين تم تعويضهم من مختلف أنحاء العالم يحشدون قواهم بغضب لمعارضة نظام اقتصادي جعل الحياة جميلة جدا بالنسبة إلى الشركات متعددة الجنسيات والنخب الاجتماعية.
تاريخ دموي
في كافة أرجاء أوروبا فازت أحزاب قومية متطرفة من الجناح اليميني مثل الجبهة الوطنية في فرنسا والبديل لألمانيا وحزب الاستقلال البريطاني بأصوات الناخبين من خلال ردود فعل منحازة إلى أبناء البلد ومعادية للإسلام والعولمة. وفي الوقت نفسه ظهر جيل من الدغمائيين الشعبويين ليمسكوا بالسلطة أو يكسبوها أو يهددوا بالاستيلاء عليها في نظم ديمقراطية بمختلف أنحاء العالم.
ولخّص الكاتب الهندي بانكاج ميشرا مؤخرا نجاحاتهم بقوله “الدغمائيون مازالوا يظهرون، سواء في الغرب أو خارجه، في الوقت الذي يصطدم فيه الوعد بالرفاه مع فوارق كبيرة في الثروة والسلطة والتعليم والمنزلة”.
ويقدم لنا الاقتصاد الفلبيني أحسن مثال يصور هذا الواقع. إذ نما هذا الاقتصاد بنسبة مثيرة للإعجاب بلغت 6 بالمئة خلال السنوات الأخيرة، لكن بينما كان قرابة 26 مليون فلبيني يكافحون من أجل البقاء بدخل يعادل دولارا في اليوم، استحوذت 40 عائلة فلبينية من النخبة على ما يقدر بـ76 بالمئة من الثروة المنتجة.
ويقول الباحث مايكل لي إن الشعبوي ينجح عبر تحديد مجموعته الوطنية بواسطة “خاصياتها المشتركة” و”عدوها” المشترك المحتوم، سواء أكانوا “مغتصبين” مكسيكيين أم لاجئين مسلمين. وتشترك مثل تلك الحركات في الرغبة بـ”مواجهة نهاية العالم” عن طريق “معركة خرافية” باعتبارها “محركا للتغيير الثوري”.
وبالرغم من أن باحثين مثل مايكل لي يركزون على الطرق التي يعتمد فيها الدغمائيون على الخطاب العنيف لتحقيق النجاح، فإنهم يميلون أيضا إلى التركيز بدرجة أقل على ميزة مهمة أخرى لدى هؤلاء الشعبويين على الصعيد العالمي، ألا وهي العنف الفعلي. وربما تكون هذه الحركات في مرحلة حميدة (نسبيا) إلى حد الآن في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن في الديمقراطيات الأقل تطورا بمختلف أنحاء العالم لم يتردد الزعماء الشعبويون في نقش قوتهم المكتشفة حديثا على أجساد ضحاياهم.
ولأكثر من عقد من الزمن برهن الرئيس الروسي فلادمير بوتين عن نسخته العارية لسياسة القوة من خلال التأكد من أن يلقى الخصوم والمعارضون نهايات قاتمة في ظروف “غامضة”. وتتضمن هذه الظروف مادة سبيرتز البلونيوم 210 المميتة التي قتلت الشرطي السري الروسي المنشق ألكسندر ليتفينينكو في لندن سنة 2006، وإطلاق الرصاص على الصحافية والناقدة لبوتين آنا بوليتكوفوسكايا أمام شقتها بموسكو في السنة نفسها، وجرعة من سمّ نبتة نادرة من الهيمالايا للصيرفي وعدو بوتين ألكسندر بريبيليشني في لندن سنة 2012، وتبادل لإطلاق نار أودى بحياة زعيم المعارضة بوريس نمستوف في وسط مدينة موسكو سنة 2015، وأربع رصاصات قاتلة في شهر مارس الماضي للمخبر عن اللاجئين دنيس فوروننكوف على رصيف بمدينة كييف.
وبصفته شعبويا إسلاميا استعرض رجب طيب أردوغان قوته عن طريق عملية قمع دموية للأقلية الكردية في البلاد وشن حربا جديدة عليها. ويصور الأكراد على أنهم سرطان داخل الجسم السياسي للبلاد ويجب القضاء على هويتهم. وإضافة إلى ذلك أشرف منذ منتصف 2016 على عملية تطهير بالجملة لخمسين ألف موظف وصحافي ومدرس وضابط عسكري في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة وملأ السجون التركية.
وفي سنة 2014 كاد الجنرال المتقاعد برابوو سوبيانتو يفوز بالرئاسة الإندونيسية عن طريق حملة شعبوية تحت اسم “القوة والنظام”. وفي الواقع كانت المسيرة المهنية لهذا الرجل غارقة في مثل هذا العنف، ففي سنة 1998 عندما كان نظام حماه على وشك الانهيار نفذ برابوو، الذي كان وقتها قائد فرقة القوات الخاصة في الجيش الإندونيسي (كوباسوس)، عملية اختطاف واختفاء للعشرات من الناشطين من الطلبة والاغتصاب الوحشي لـ168 امرأة صينية (أعمال تقصد منها إثارة العنف الطائفي)، إضافة إلى حرق 43 مركزا تجاريا و5109 مبان في العاصمة جاكرتا خلّف أكثر من ألف قتيل.
وخلال الأشهر الأولى في السلطة شن الرئيس الفلبيني المنتخب دوترتي حربه الشهيرة على ظاهرة الاتجار بالمخدرات في الأحياء الفقيرة للمدن عن طريق إطلاق الشرطة والحراس المدنيين في كافة أنحاء البلاد في حملة شهدت في الأشهر الستة الأولى على الأقل سبعة آلاف إعدام خارج إطار القضاء.
وكانت جثث ضحاياه ترمى بشكل منتظم في شوارع مانيلا كتحذير للآخرين ودفعات أولى للإيفاء بوعود دوترتي في بلد جديد يسود فيه النظام. وكان في حملته الانتخابية للرئاسة قد وعد بقتل مئة ألف فلبيني إن دعت الحاجة إلى ذلك في إطار حربه على المخدرات.
وكان يشير بفخر إلى الإعدامات خارج إطار القانون التي نفذها في مدينة دفاو لما كان رئيس بلديتها. وفي المرحلتين (لما كان رئيسا لبلدية دفاو ورئيسا للبلاد) كانت الجثث ترمى في الشوارع مصحوبة في بعض الأحيان بورقة كرتون كتب عليها “أنا مروّج”، أو تكون وجوه القتلى ملفوفة في شريط لاصق كانت تستعمله فرقة الموت في دفاو.
ولم يكن دوترتي الشعبوي الأول في القارة الآسيوية الذي يسلك هذا الطريق، ففي سنة 2003 أطلق رئيس الوزراء التايلاندي ثاكسين شيناواترا حركة “القميص الأحمر” في إطار الحرب على الإدمان المستفحل في بلده على المادة المخدرة “ميثامفيتامين”.
وفي ثلاثة أجزاء يهتم الكتاب بتاريخ النظام العالمي منذ ظهور نظام الدولة الحديثة إلى نهاية الحرب الباردة، ويعلّل التغييرات المصيرية التي حدثت في ربع القرن الأخير ليسلّط الضوء على الوضع الحالي، ويرسم الخطوات المحددة لمعالجة التحديات الكثيرة في المستقبل.
ويجادل هاس بأن العناصر الأساسية للنظام العالمي التي خدمت العالم منذ الحرب العالمية الثانية أخذت مجراها بشكل واسع. الشرق الأوسط بصدد التفكك، وآسيا تتعرض لتهديد صعود الصين وكوريا الشمالية متهورة. وأوروبا بعد أن كانت على مدى عقود المنطقة الأكثر استقرارا تترنح الآن تحت وطأة الانخفاض المطول للنمو الاقتصادي والغضب بسبب الهجرة وصعود الشعبوية والقومية.
وكتب هاس يقول إن انتخاب دونالد ترامب والتصويت غير المنتظر لفائدة بريكست يؤشران على أن الكثير من الناس في الديمقراطيات الحديثة يرفضون العولمة والمشاركة الدولية والحدود المفتوحة للهجرة، فضلا عن الاستعداد للحفاظ على التحالفات والالتزامات الخارجية. تضاف إلى تلك الهواجس التهديدات الإرهابية وانتشار الأسلحة النووية والتغير المناخي وأمن شبكة الإنترنت، وحسب هاس “من الواضح جدا إلى درجة مؤلمة أن القرن الحادي والعشرين ستكون من الصعب إدارته”.
ويدافع الكاتب عن الرأي القائل إن العالم بحاجة إلى نظام عمل جديد (يسميه النظام العالمي 2.0) يعكس حقيقة أن القوة موزعة على نطاق واسع وأن الحدود لم تعد لها القيمة نفسها. وأحد العناصر الحاسمة لهذا التعديل هو تبني مقاربة جديدة لمفهوم السيادة، وهي مقاربة تقبل التزاماتها ومسؤولياتها إضافة إلى حقوقها والحماية التي تقدمها.
ويفصّل هاس كيف يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل إزاء الصين وروسيا، كما هو الحال في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. ويخلص إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تعريف الأمن القومي بشكل أوسع وذلك بمعالجة ما يعتقد عادة أنها قضايا داخلية (من السياسات العاطلة إلى ارتفاع المديونية) فضلا عن التوصل إلى اتفاق حول طبيعة علاقة الولايات المتحدة مع بقية العالم.
وفي ظرف ثلاثة أشهر فقط من حكم ثاكسين نفذت الشرطة 2275 عملية إعدام خارج نطاق القضاء لمروجي ومستهلكي المخدرات المشتبه بهم، وفي الكثير من الأحيان تترك الجثث حيث سقطت كثناء مشوّه على سلطته.
وفي الفلبين لدينا مثال آخر سابق لدكتاتور شعبوي ظهر في سبعينات القرن العشرين وهو فرديناند ماركوس. بالرغم من أنه يُتذكر الآن أساسا كحاكم سارق نهب بلاده وأثرى نفسه إثراء فاحشا، كان ماركوس في الحقيقة شعبويا لامعا يتمتع بمهارة كبيرة في الاستعمال الرمزي للعنف. وعند نهاية فترته الرئاسية سنة 1972 استخدم الجيش لإعلان القانون العسكري ثم قام بسجن خمسين ألف معارض بما في ذلك أعضاء البرلمان الذين عارضوا قوانينه المفضلة والصحافيين الذين سخروا من حب زوجته للظهور.
وكان إعدام مصنّع الهيروين الصيني ليم سنغ في 15 يناير 1973 عرضا حيا لقوة الدكتاتور، حيث بث التلفزيون وقاعات السينما مشهد الرصاصات وهي تمزق صدر الضحية الذي شُدّ إلى عمود في مخيم عسكري بمانيلا.
وكان ذلك الإعدام القانوني الوحيد الذي نفذ في 14 سنة من حكم ماركوس، وكانت الإعدامات الكثيرة الأخرى تحصل خارج نطاق القانون ويقدر عددها بـ3257 إعداما وكانت الجثث في أغلب الحالات ترمى في الساحات العمومية أو في المفترقات المكتظة وهي تحمل آثار التعذيب حتى تكون عبرة لغيرها.
أمثلة كهذه لمذابح سياسية شعبوية وإمكانية حدوث المزيد (بما في ذلك ما قد تخبّئه رئاسة دونالد ترامب) تطرح بعض الأسئلة: ما هي الديناميات التي تكمن وراء الرغبة في العنف التي يبدو أنها الدافع الرئيس لمثل هذه الحركات؟ لماذا كثيرا ما يتحول خطاب الحملات الفظيع لدى الحركات السياسية الشعبوية إلى عنف فعلي عندما يصل المرشح الشعبوي إلى السلطة؟ ولماذا يوجه ذلك العنف باستمرار نحو أعداء يُعتقد أنهم يهددون الوحدة المتخيلة للمجتمع الوطني؟
وفي سعيهم المحموم “لحماية” الوطن ممن يُعتبرون تأثيرات أجنبية خبيثة، تعرف هذه الحركات الشعبوية بحاجتها إلى الأعداء. وتلك الحاجة تملؤها برغبة جامحة في الصراع تتجاوز التهديدات الحقيقية أو البرامج السياسية العقلانية.
النجاح والرجل القوي
يكشف تاريخ هؤلاء الرجال في الماضي والحاضر ميزتين تم تجاهلهما لظاهرة الشعبوية العالمية غير محددتي المعالم جيدا ألا وهما، أولا دور ما يمكن تسميته بالعنف الفاعل في استعراض القوة في الداخل وثانيا الحاجة التكميلية للنجاح الدبلوماسي لإظهار النفوذ الدولي. إن مدى المهارة التي يتم بها إيجاد توازن بين هذين القطبين المهمين للقوة قد يعطينا مقياسا للتنبؤ بمصير الرجال الأقوياء الشعبويين في أماكن متفاوتة من العالم.
وفي الحالة الروسية استعراض بوتين للقوة بواسطة قتل معارضين مختارين في الداخل قابله عدوان لا محدود في جورجيا وأوكرانيا، وذلك عمل توازني ناجح جعل من بلده، باقتصاده الضعيف الذي لا يتجاوز حجم الاقتصاد الإيطالي، يبدو مثل قوة عظمى مرة أخرى ومن المرجح أن يوسع حكمه الفردي في المستقبل.
وفي تركيا أدى قمع أردوغان العنيف لأعدائه إلى إغراق مطلبه بالدخول إلى الاتحاد الأوروبي وألقى به في حرب لا يمكن الانتصار فيها مع المتمردين الأكراد وعقّد تحالفه مع الولايات المتحدة ضد التطرف الإسلامي، وهذه كلها عوائق محتملة لمسعاه الناجح للحصول على السلطة المطلقة.
وفي إندونيسيا فشل برابوو سوبيانتو في خطوته الحاسمة الأولى المتمثلة في بناء قاعدة داخلية عريضة كغاية لاكتساحه الرئاسة، ويعود ذلك في جزء منه إلى أن دعوته للنظام لم تتناغم جيدا مع جمهور مازال يتذكر سعيه السابق إلى السلطة عبر العنف المروّع الذي زعزع استقرار جاكرتا بالمئات من حالات الاغتصاب والحرائق والإعدامات.
ودون المساندة الشعبية التي ولّدها عرضه المحلي للعنف كان خيار التخلي بحكم الواقع عن مطالب بلده بملكية مصائد السمك الغنية والاحتياطيات النفطية في بحر الصين الجنوبي في سعيه للحصول على الدعم الصيني من المحتمل أن يؤدي إلى ردة فعل شعبية عنيفة أو إلى انقلاب عسكري أو الاثنين معا. ولكن إلى حد الآن بفضل التوفيق بين المناورة الدولية الماهرة وسفك الدماء في الداخل أصبح دوترتي رجلا قويا ناجحا في الفلبين دون قيود واضحة تذكر على سلطته.
وفي حين أن الضعف الأساسي للجيش الفلبيني يحد من طرق تصريف دوترتي لعنفه الشعبوي ليقتصر على عمليات القتل التي تنفذها الشرطة في حق مروجي المخدرات في الشوارع الفقراء، فإن دونالد ترامب لا يواجه مثل تلك القيود. وفي حال قام الكونغرس والمحاكم بالحد من حدة هجماته الداخلية على المسلمين والمكسيكيين أو غيرهم من الأعداء الوهميين، وفي حال اصطدمت رئاسته بالمزيد من النكسات مثل الإذلال الذي لحقه مؤخرا المتعلق بخطته إبطال خطة أوباما للرعاية الصحية “أوباماكير” يمكن أن يلجأ إلى الدخول في مغامرات عسكرية ليس في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وليبيا فحسب، بل وكذلك في إيران أو كوريا الشمالية في محاولة لاستعادة مجده الشعبوي من السلطة المفرطة. وبهذه الطريقة، وعلى خلاف أي سياسي شعبوي محتمل على وجه الأرض، يمسك بين يديه مصير ملايين لا تحصى من الناس.
إذا ثبتت صحة ما يسميه الباحث مايكل لي حاجة الشعبوية إلى “مواجهة نهاية العالم” و”معركة خرافية” قد تذهب في نهاية المطاف بـ”الثوريين ضد النظام” إلى أبعد من خطابهم الأكثر تطرفا وتصل بهم إلى حلقة متصاعدة من العنف ضد الأعداء الأجانب باستعمال كل الأسلحة المتاحة من طائرات دون طيار أو قوات عمليات خاصة أو قاذفات قنابل أو أساطيل بحرية أو حتى الأسلحة النووية.