قال خبراء مصريون لـ“العرب” إن الاعتداءات الإرهابية الأخيرة ستكون لها تداعيات سلبية كبيرة على قطاع السياحة الذي دخل في دوامة من الركود منذ عام ونصف العام. وتوقعوا أن يغير السائحون وجهتهم إلى مقاصد سياحية بديلة في مقدمتها المغرب.
وجاء فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر ليضاعف من المعاناة المتوقعة، حيث لا يفضل السائحون التجوال في الدول التي تفرض الطوارئ وتقيد حرية الحركة أمامهم، حتى لو كان ذلك لدواع أمنية.
وعقدت لجنة الأزمات بهيئة تنشيط السياحة المصرية اجتماعا طارئا إثر التفجيرين في كنيسة مارجرجس في طنطا والكنيسـة المرقسية في الإسكندرية لرصد ردود أفعال مكـاتب وشـركات السيـاحة العالمية.
ورغم ذلك قلل البعض من تأثر المقصد السياحي المصري بفرض حالة الطوارئ لثلاثة أشهر، وقالوا إن ذلك رد فعل طبيعي لمواجهة الأزمة واستشهدوا في هذا الصدد بتجارب فرنسا وتركيا خلال الفترة الماضية.
باسم حلقة: كنا نراهن على نشاط قطاع السياحة خلال الموسم الصيفي حتى يتجاوز كبوته
وقدروا حجم إلغاءات الحجوزات إلى مصر بعد الحادث بنحو 25 بالمئة، وسوف يشمل ذلك كل الأماكن السياحية بالبلاد، سواء في محيط القاهرة حيث السياحة الثقافية، أو في مدينتي شرم الشيخ والغردقة حيث السياحة الشاطئية.
وكانت حركة السياحة الروسية لمصر والتي تمثل نحو 70 بالمئة من حجم الحركة السياحية، قد توقفت بعد تفجير الطائرة الروسية بوسط سيناء في نهاية أكتوبر 2015، وقدّر المركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة” الخسائر المالية الشهرية بنحو 225 مليون دولار.
وتوقع عدد من الخبراء أن تتعافى الحركة السياحية في البلاد خلال الأشهر الثلاثة، وهي المدة المتعارف عليها لاستيعاب الأسواق السياحية لحجم المخاطر بأي مقصد سياحي.
وقال معتز السيد الخبير السياحي إن “الحركة السياحية بالبلاد كانت في طريقها إلى العودة بشكل قوي خاصة من الصين وألمانيا والولايات المتحدة”.
وطالب السيد وزارة السياحة بالتحرك فورا لعمل حملات ترويجية لشرح المقاصد السياحية بالبلاد وتوعية السائحين بأنهم ليسوا هم المستهدفين، وبث روح الطمأنينة مجددا في المقاصد السياحية المصرية.
وقال “إننا نحتاج إلى مراجعة للمشكلة الأمنية لأنه من غير المنطقي أن تنشط وزارة الداخلية في أوقات العمليات الإرهابية ثم تعود للتراخي بعد يومين من الحوادث كما هو معتاد”.
وتشير بيانات جهاز الإحصاء إلى أن عدد السياح الوافدين إلى مصر بلغ نحو 503 آلاف سائح من كافة دول العالم خلال شهر نوفمبر الماضي، بنسبة تراجع تصل إلى نحو 45 بالمئة مقارنة بفترات سابقة. ومن أهم الدول التي أدت إلى نسبة الانخفاض روسيا بنسبة 55.2 بالمئة، تلتها بريطانيا بنسبة 15.9 بالمئة ثم ألمانيا بنسبة 14 بالمئة وإيطاليا بنسبة 6.2 بالمئة.
حسن النحلة: السياحة المصرية لن تنتعش إلا إذا شعر السياح بالأمان عند زيارتهم للبلاد
وفقدت مصر أكثر من 50 بالمئة من إيراداتها السياحية منذ أحداث يناير 2011 حيث بلغت عائدات السياحة عام 2010 نحو 10.6 مليار دولار، في حين هبطت تلك المعدلات إلى نحو 5 مليارات دولار فقط في العام الماضي. وأعلنت سها الترجمان عضو مجلس إدارة هيئة تنشيط السياحة، في تصريحات صحافية منذ أيام، ارتفاع جميع مؤشرات الحجوزات السياحية ونسب الإشغال بالفنادق والمنتجعات السياحية بمصر.
وقالت إن “نسب الحجوزات بفنادق القاهرة سجلت مئة بالمئة، وتحديدا الفنادق الواقعة في نطاق منطقة الأهرامات”. وأكدت مصادر اقتصادية في حديثها لـ”العرب” أن تلك الأحداث ستجعل السائح يراجع نفسه رغم أن التفجيرات بعيدة عن المدن السياحية الشاطئية.
ودعا باسم حلقة نقيب المستثمرين السياحيين وزارة السياحة إلى عقد لقاءات مع منظمي الرحلات السياحية في الخارج، وتوعيتهم بحقيقة ما يحدث في مصر، بدلا من ترك الأمور للتخمينات أو للتحليلات الموجهة.
وقال في تصريح لـ“العرب” لقد “كنا نراهن على نشاط قطاع السياحة خلال الموسم الصيفي لتجاوز كبوته”. وأشارت مصادر اقتصادية إلى أن القاهرة كانت تستهدف وصول إيرادات السياحة خلال العام الحالي إلى نحو 7 مليارات دولار لتعزيز موارد البلاد من العملة الصعبة، إلا أن تلك الأحداث الأخيرة قد تقف حائلا دون تحقيق تلك الطموحات.
وأكد حسن النحلة نقيب المرشدين السياحيين المصريين أن السياحة لن تنتعش إلا إذا شعر السائح بالأمان. وطالب النحلة بضرورة تفعيل مبادرة تأجير لوحات إعلانية ضخمة بكافة الميادين في الدول التي تستهدفها مصر سياحيا ويتم البث المباشر عليها لشرح الأوضاع الآمنة في المدن السياحية.
وقال في تصريح لـ“العرب” إن “تلك الخطوة تزيد من طمأنة السائح لأنه سيشاهد بنفسه الحالة التي عليها الأماكن التي سيزورها والتأكيد على أن الأحداث التي شهدتها البلاد بعيدة تماما عن المقاصد السياحية”.
العرب اللندنية