القاهرة – في ظل موجة العنف التي خيمت على المشهد في مصر مؤخرا، يستعد حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، لإجراء انتخابات داخلية لاختيار هيئة عليا ورئيس جديد.
وأعلن الحزب أن انتخابات المراكز والمدن سوف تتم السبت، أما في المحافظات فسيكون ذلك في 22 أبريل، على أن تجرى انتخابات الهيئة العليا للحزب في 13 مايو المقبل.
وتعلو، مؤخرا، مطالبات بوضع حد لفوضى الخلط بين السياسي والديني، والمواجهة الحاسمة لممارسات أحزاب انتهكت قيم الدولة المدنية، وعرّضت النسيج الوطني للخطر.
وأكد متابعون أن الانتخابات “واجهة قانونية يتخفى وراءها قادة الجماعة للإبقاء عليهم داخل المشهد السياسي”.
واستبعد شعبان عبدالظاهر عضو جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، المنشقة عن الجماعة، أن تكون انتخابات الحزب نقلة من حالة الجمود إلى المشاركة، لافتا إلى أن الجماعة مازالت بها عناصر تدعو للعنف ومقاومة مؤسسات الدولة.
وأكد لـ“العرب” أن دعوات العنف تخرج من عناصر قيادية، والانتخابات حركة اضطرارية، لتجاوز الأوضاع الضاغطة حاليا، وليس من منطلق قناعة بجدوى المشاركة السياسية.
ويعاني حزب البناء والتنمية من غياب أبرز قياداته، فبعضهم فارون بالخارج، وآخرون مسجونون ضمن قضايا التحريض على العنف الذي مارسته فصائل وأعضاء التحالف الإخواني عقب ثورة 30 يونيو 2013.
واعتبر منتصر عمران العضو المنشق عن الجماعة أن انتخابات حزب البناء والتنمية تدار في الغرف المغلقة لاختيار أهل الثقة.
وأوضح لـ“العرب” أن تغيير الأسماء لن يعني تغييرا في المنهج، والجماعة وحزبها مستمران في تلقي التعليمات من القيادات المرتبطة بمصادر الدعم الخارجي.
وتتبرأ قيادات بالجماعة الإسلامية من تبني العنف وحمل السلاح في مواجهة الدولة والمجتمع، بينما يتهمها سياسيون بخلق المسوّغ لمناخ الاحتقانات الطائفية والشحن الديني وخلط الأوراق وتكفير المخالف السياسي، ما سمح للإرهابيين والتكفيريين بتطوير قدراتهم، والضرب بعنف في أهداف متنوعة.
وأحبطت أجهزة الأمن المصرية أخيرا محاولة تفجير دير السيدة العذراء بأسيوط، جنوب مصر (أحد معاقل الجماعة الإسلامية)، كما أحبطت خطة استهداف متزامن لكنائس بسوهاج وأسيوط، ومخططًا لاغتيال عدد من الرموز القبطية والأمنية بالصعيد.
وكشفت معلومات أمنية أن أغلب المتهمين في تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية، ينتمون إلى محافظة قنا بالصعيد المصري.
وأوضح البعض من خبراء الحركات الإسلامية أن الجماعة، رغم إطلاقها مبادرة لوقف العنف، إلا أنها لم تنتج خطابا ولم تتخذ مواقف على الأرض تبعث الثقة.
العرب اللندنية