روما – قال كارميلو زوكارو، كبير ممثلي إدعاء مدينة كاتانيا، الواقعة في شرق جزيرة صقلية، لصحيفة لا ستامبا الإيطالية، إن التهم بوجود صلة بين مهربي المهاجرين الليبيين ومنظمات غير حكومية كانت تقوم بعمليات إنقاذ في البحر لا تنطبق على المؤسسات الخيرية الأكبر مثل “أطباء بلا حدود” أو “انقذوا الأطفال”، في حين أن “الأمور مختلفة بالنسبة لمنظمات أخرى مثل ‘أم أو إيه أس” في مالطا، أو المنظمات غير الحكومية الألمانية التي تمثل الأغلبية”.
وأضاف “لدينا دليل على أن هناك تواصلا مباشرا بين البعض من المنظمات غير الحكومية ومهربي البشر في ليبيا. لا نعلم بعد ما إذا كنا سنستخدم هذه المعلومات في محاكمة أو كيف سنستخدمها، لكننا متأكدين مما نقوله”.
وأوضح أن البعض من المنظمات غير الحكومية تستقبل مكالمات من ليبيا لكي ترشد قوارب مهاجرين تجاه سفن إنقاذ تابعة لها، وفي بعض الأحيان تغلق المنظمات أجهزة اللاسلكي الخاصة بها بغرض إخفاء خرقها للمياه الإقليمية الليبية. وقال “هذه حقائق مؤكدة”.
وكان هناك ما لا يقل عن عشر منظمات غير حكومية تقوم بإنقاذ المهاجرين بوسط البحر المتوسط وتشمل “جوجيند ريتير وسي” و“اتش وسي أي” و“لايف بوت” و“سوس ميدتريني” و“ميشن لايف لاين” من ألمانيا و“برواكتيفا اوبين ارمز” من إسبانيا.
ويذكر أن اتهامات بشأن وجود علاقة بين المنظمات ومهربي البشر ظهرت أيضا في وكالة فورنتكس لمراقبة الحدود الأوروبية، وتجري لجنة برلمانية إيطالية جلسات استماع بشأن القضية. وقد نفت جميع المنظمات غير الحكومية وجود علاقة بينها وبين المهربين، وقالت إنها ضحية حملة تشهير.
ورفضت منظمات إغاثة تشغل سفن إنقاذ في البحر المتوسط اتهامات من ممثل الإدعاء الإيطالي بأنها تساعد فعليا مهربي البشر في ليبيا، مؤكدة أنها تقوم بإنقاذ حياة عشرات الآلاف من المهاجرين.
وجلبت سفن لمنظمات إنسانية، منذ فترة، نحو 1200 مهاجر إلى موانئ في جزيرة صقلية الإيطالية بعد إنقاذهم في عرض البحر، بينما أسرعت السفينة “جولفو أزورو”، وهي تابعة لمنظمة إغاثة غير حكومية، نحو المزيد من القوارب التي غادرت ليبيا والتي كانت مكتظة بمهاجرين ولاجئين.
وقال ريكاردو جاتي المنسق في “جولفو أزورو”، التي تشغلها منظمة “بروأكتيفا أوبن أرمس” غير الحكومية، “إن لم نكن هناك لإنقاذ هؤلاء الناس وتقديم العون لهم فلن يجدوا فرصة أخرى للنجاة”.
ووصل عدد المهاجرين الذين جرى إنقاذهم قبالة سواحل ليبيا، حيث يعمل مهربو البشر دون رادع قانوني، إلى أكثر من 23 ألفا منذ بداية 2017 بزيادة قدرها 60 بالمئة عن الفترة نفسها من العام 2016، بينما تشير التقديرات إلى غرق نحو 600 شخص.
وشكل كارميلو زوكارو كبير ممثلي الإدعاء في مدينة كاتانيا بإقليم صقلية، فريقا خاصا للتحقيق في ما إذا كانت منظمات غير حكومية تتلقى تمويلا من مهربي اللاجئين.
وفي شهادة أدلى بها في البرلمان، في وقت سابق، قال زوكارو إنه يشتبه في وجود صلات مباشرة بين المهربين وهذه المنظمات، رغم أنه ليس لديه دليل حتى الآن، مما دفع بالبرلمان الإيطالي إلى فتح تحقيق من جانبه لتقصي الحقائق بشأن هذا الأمر.
وصرح ماريو جيرو نائب وزير الخارجية الإيطالي بأنه يعتبر الاتهامات “سخيفة” لأن خفر السواحل الإيطالي يشرف على كل عمليات الإنقاذ. لكن قائد عملية مكافحة التهريب بالاتحاد الأوروبي الأميرال إنريكو كريدندينو، أبلغ صحيفة إيطالية أن هذه المنظمات “عامل جذب” وأنها تستخدم الأضواء لإرشاد المهربين إلى مواقعها.
وبدأت المنظمات غير الحكومية في مايو 2016 بنشر سفن لإنقاذ ومساعدة المهاجرين، وأنجزت 26 بالمئة من كل عمليات الإنقاذ، بينما أنجز خفر السواحل والبحرية الإيطالية أكثر من 40 بالمئة من عمليات الإنقاذ، فيما أكملت سفن تجارية ووكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس) وسفن مكافحة المهربين بالاتحاد الأوروبي وغيرها من السفن التابعة لقوات بحرية أجنبية، باقي عمليات الإنقاذ.
وحث البابا فرنسيس الحكومات السبت على إخراج المهاجرين واللاجئين من مراكز الاحتجاز قائلا إن الكثير من تلك المراكز صار “معسكرات اعتقال”.
وتحدث البابا خلال زيارة لإحدى كنائس روما، حيث التقى بمهاجرين، عن زيارة لأحد مراكز احتجاز المهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية العام الماضي.
وقال البابا إنه التقى لاجئا مسلما من إحدى دول الشرق الأوسط قال له إن متشددين إسلاميين ذبحوا زوجته المسيحية لأنها رفضت أن تلقي بصليبها على الأرض.
وفي وقت لاحق حثت اللجنة الأميركية اليهودية البابا على “إعادة النظر في اختياره المؤسف للكلمات” لاستخدام مصطلح معسكر اعتقال.
وقال ديفيد هاريس رئيس اللجنة في بيان “الظروف التي يعيش فيها المهاجرون حاليا في بعض الدول الأوروبية قد تكون صعبة وتستحق المزيد من الاهتمام الدولي لكنها ليست معسكرات اعتقال بالتأكيد”.
وأضاف “أقام النازيون وحلفاؤهم معسكرات الاعتقال للاستعباد ولإبادة الملايين من الأشخاص خلال الحرب العالمية الثانية. لا وجه للمقارنة بحجم هذه المأساة”.
وأشاد البابا بالدول التي ساعدت اللاجئين وشكرها على “تحمل المزيد من العبء لأنه يبدو أن الاتفاقات الدولية أكثر أهمية من حقوق الإنسان”.
ولم يدل البابا بتفاصيل ولكن يبدو أنه كان يشير إلى اتفاقات تمنع المهاجرين من عبور حدود الدول مثل الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وليبيا والاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. وانتقدت جماعات معنية بحقوق الإنسان الاتفاقين.
العرب اللندنية