القاهرة – أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لأول مرة نيته الترشح لفترة رئاسية ثانية، داعيًا المصريين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى مطلع مايو من العام المقبل.
وحول موقفه إذا خسر الانتخابات، قال السيسي خلال مؤتمر الشباب بالإسماعيلية شرق القاهرة مساء الثلاثاء، إنه لن يسمح لنفسه أن يزوّر عمليات التصويت لصالحه.
وحمل إعلانه عن الترشح للاستحقاق الرئاسي أمام الشباب، رسالة سياسية توحي بأنه يسعى إلى أن تكون هذه الفئة هي الظهير السياسي والشعبي القوي له خلال الفترة المتبقية له في الحكم، وأثناء ترشحه لولاية حكم جديدة العام المقبل.
ويدرك الرئيس المصري أن الشباب أصحاب التأثير القوي في أي حراك سياسي في المجتمع، وبالتالي هو مهتم بالتقارب معهم.
وللمرة الأولى منذ توليه المنصب في يونيو 2014، فتح السيسي بابا لاستجوابه من طرف الشباب، ما سمح لهم أن يسألوه مباشرة أثناء الجلسات الحوارية معهم في مؤتمر الإسماعيلية دون انتقاء للأسئلة.
ويرى عبدالحي زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الفيوم، أن السيسي على قناعة بأن نجاحه في إزالة جفاء العلاقة الموجود بين الشباب ومختلف المؤسسات، يمثل التحدي الأكبر بالنسبة إليه في فترة ولايته الحالية، وبالتالي يريد أن يتحاور معهم دون وسيط. وقال السيسي للشباب إن فرض الأمن وتحسن الوضع الاقتصادي همه الأكبر، وهناك خطة شاملة من الحكومة لإحداث تقدّم ملموس في هذه الملفات.
وطالب الرئيس المصري، خلال المؤتمر بضرورة الإبلاغ عن أصحاب فكر “التكفير والإرهاب”، وعدم إيوائهم، وذلك للمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
ويرى مراقبون أن تركيز السيسي على التهديدات الإرهابية يأتي في سياق توعية الشباب بهذا الخطر وتأثيراته على المجتمع.
وخاطب شباب المؤتمر قائلا “أنتم الأمل في التغيير.. أعوّل عليكم جدًا”.
وقال مصدر لـ“العرب” إنه سوف يتم الاعتماد على الشباب بشكل أساسي لشغل مناصب قيادية في مختلف الوزارات خلال الفترة المقبلة، على أن يكون هناك من 8 إلى 12 شابا في مراكز مهمة بكل وزارة، جميعهم من أعضاء البرنامج الرئاسي لتمكين الشباب.
ويسعى الرئيس المصري بهذه الخطوة ليثبت للشباب بأن التوصيات التي تخرج عن لقاءاته معهم تلقى اهتماما وتحركا فعليا، بعكس ما تروّج له بعض الدوائر والتيارات المعارضة.
العرب اللندنية