يشكل وجود إيران في سوريا معضلة حقيقية تحول دون إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية في هذا البلد الذي يرزح منذ سبع سنوات تحت حرب دامية، أدت إلى سقوط الآلاف من القتلى والجرحى، فضلا عن الملايين من المهجرين.
وترفض القوى الإقليمية والدولية وعلى رأسهم الولايات المتحدة وإسرائيل الوجود الإيراني في سوريا الذين يرون فيه تهديدا لا يقل خطورة عن تنظيم الدولة الإسلامية، وهذا ما يعني استمرار الأزمة.
ويبحث الطرفان الأميركي والإسرائيلي سيناريوهات مختلفة لمواجهة هذا الوضع، حيث ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية في موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس اقترح خلال زيارته للولايات المتحدة أن تقوم إدارة الرئيس دونالد ترامب بصياغة وثيقة تفاهم من خمس نقاط بين الولايات المتحدة وإسرائيل لإزالة النفوذ الإيراني من سوريا.
وتتضمن المذكرة سلسلة من النقاط الرئيسية التي تهدف لتشديد الخناق حول إيران ووكلائها من أجل منع تمددها في المنطقة خاصة من خلال منظمة حزب الله اللبنانية، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن من بين النقاط الواردة في مذكرة التفاهم، اعتراف أميركي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وهي منطقة استولت عليها إسرائيل في حرب 1967، وضمتها إليها في العام 1981، في ضرب لقرارات الأمم المتحدة.
وما انفكت إسرائيل تطالب خلال السنوات الأخيرة بمناقشة مسألة الجولان عند البحث في تسوية الصراع السوري.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرح هذه المسألة في أكثر من مناسبة مع القادة الروس والأميركيين، ما يعكس رغبة إسرائيل في الاستفادة من الوضع السوري المتشرذم للضغط صوب تنازل سوري عن المنطقة.
وتتضمن مذكرة الوزير الإسرائيلي معارضة عامة للوجود العسكري الدائم لإيران في سوريا، وفرض عقوبات على طهران لحملها على وقف المساعدات العسكرية والمالية لحزب الله والمنظمات الإرهابية في المنطقة وتكثيف العقوبات على الحزب اللبناني.
ونقلت الصحيفة عن كاتس قوله “إننا نعمل على بناء توافق أميركي في الرأي لوقف إيران وتعزيز مبادرات التعاون الإقليمي”.
وتنخرط إيران بقوة في النزاع الدائر في سوريا عبر المئات من المستشارين العسكريين والعشرات من الميليشيات الشيعية، لصالح نظام الرئيس بشار الأسد، وأيضا لتوسيع نفوذها في المنطقة، وهذا لا يشكل تهديدا فقط لإسرائيل والمصالح الأميركية بل وأيضا للدول العربية.
صحيفة العرب اللندية