عدن – تواصلت الاحتجاجات في محافظة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية على إثر إقالة المحافظ عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك من قبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وتقود مؤشرات أزمة القرارات الرئاسية إلى مستوى أكثر حدة نتيجة لحالة الاحتقان التي يشهدها الشارع الجنوبي الذي اعتبر إقالة اثنين من قادته بصورة مهينة نوعا من الإقصاء السياسي الذي تقف خلفه مكونات عرفت بعدائها للقضية الجنوبية وفي مقدمتها حزب الإصلاح الذي لم يخف ناشطوه الاحتفاء بهذه القرارات المثيرة للجدل.
وأدى عبدالعزيز المفلحي المعين محافظا لعدن اليمين الدستورية الأحد أمام الرئيس عبدربه، في مؤشر على نية الرئيس المضي قدما في تنفيذ قراره، غير أن مراقبين أكدوا لـ”العرب” إمكانية تراجع هادي عن قراراته المثيرة للجدل في حال تصاعدت حدة الاحتجاجات في المدن الجنوبية وشعر التحالف العربي بأن التطورات ستؤول لصالح الانقلابيين وستتسبب في خسارة الاستحقاقات التي حققها التحالف العربي منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015، أو أنه سيتم التوصل إلى صيغة توفيقية ترضي الحراك الجنوبي وتحافظ على هيبة مؤسسة الرئاسة.
منصور صالح: قرارات الرئيس هادي أربكت الملفين السياسي والعسكري
واعتبر المحلل السياسي اليمني منصور صالح أن سبب الغضب الشعبي الذي يعم عدن عائد إلى المكانة التي يتمتع بها عيدروس الزبيدي كونه ليس مجرد محافظ لعدن بقدر أنه القائد الجنوبي الأكثر حضورا. وتوقع صالح في تصريح لـ”العرب” اتساع رقعة الاحتجاجات في مختلف المحافظات الجنوبية ردا على قرار إقالة الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك، الذي تم عزله وتحويله للتحقيق بحسب ما جاء في نص القرار الرئاسي الذي أذاعته وسائل الإعلام الرسمية.
وأشار إلى حالة القلق والإرباك التي ولدتها القرارات التي اتخذها الرئيس عبدربه نظرا للتداعيات المحتملة لهذه القرارات على المشهد اليمني ومساهمته في زيادة حدة التوتر وإرباك الملفين السياسي والعسكري بالنظر للدور البارز الذي تلعبه المقاومة الجنوبية في الكثير من جبهات القتال ضد الحوثيين وفي مقدمتها جبهة المخا وباب المندب، إضافة إلى الاستعدادات التي كانت جارية لبدء معركة تحرير الحديدة. ولفت إلى أن القرار كان مبيتا، حيث يؤكد رقمه التسلسلي إلى أنه صدر قبل شهر تقريبا ولكن إعلانه أرجئ لأسباب غير معروفة ليتم إصداره قبل يومين بضغط من بعض القوى في الحكومة، في إشارة إلى حزب الإصلاح الذي يسعى للنيل من المكانة التي يتمتع بها الزبيدي وبن بريك في المقاومة الجنوبية.
وأكد الصحافي اليمني ورئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن صالح أبوعوذل “أن الوضع في عدن يسير نحو التصعيد، حيث تجري استعدادات مكثفة في العديد من المدن الجنوبية للحشد إلى عدن للمشاركة في تظاهرة الخميس القادم 4 مايو، للتعبير عن حالة الاستياء الكبيرة لدى شريحة واسعة من الجنوبيين الذين يعتقدون أن القرارات تهدف إلى إعادة تحالف حرب 7 يوليو 1994 على الجنوب”.
وتوقع أن تشهد عدن تظاهرة كبرى، يكشف من خلالها محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي عن موقفه من قرار إقالته، الخميس الماضي. وقال أبوعوذل في تصريح لـ”العرب”، “الجنوبيون باتوا يتخوفون من المستقبل خاصة وأن البديل (الإخوان المسلمون) لديه ارتباطات وثيقة بالجماعات الإرهابية التي اكتوى منها الجنوبيون كثيرا”.
وأضاف “الإخوان نجحوا إلى حد كبير في الدفع بهادي كعدو لقضايا وطموحات الشارع الجنوبي الذي انتصر دون غيرهم في معركة التصدي للحوثيين وقوات صالح، لذلك هو مطالب بإعادة خلق علاقة جيدة مع الجنوبيين من خلال سحب تلك القرارات التي طالت رموزا جنوبية أبرزها عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك ووحي أمان، خاصة وأنها جاءت في ذكرى توقيع إعلان صالح والإخوان الحرب على الجنوبيين في صيف العام 1994
العرب اللندنية