توقع رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي أمس الأحد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل في مايو/أيار الجاري رغم مقاومة مسلحي التنظيم في حي المدينة القديمة المكتظ بالسكان، وتدور معارك بين القوات العراقية والتنظيم في المدينة القديمة وفي أحياء شمال غربي الموصل.
ونقلت جريدة الصباح الرسمية عن رئيس أركان الجيش العراقي قوله إن معركة الموصل ستنتهي “خلال ثلاثة أسابيع كحد أقصى”.
وقالت مصادر عسكرية أمس الأحد إن قائد وحدة بالشرطة الاتحادية و18 من القوات التابعة لوزارة الداخلية قتلوا في هجمات على موقعين على مشارف المدينة القديمة للموصل الجمعة الماضي. وذكرت المصادر أن الشرطة الاتحادية استعادت الموقعين أمس الأول السبت، لكن وزارة الداخلية عزلت قائدا كبيرا بعد فشله في صد الهجمات المضادة.
وقالت الشرطة الاتحادية إنها عززت منذ ذلك الحين التحصينات حول المدينة القديمة بكتل خرسانية للحيلولة دون وقوع هجمات انتحارية تستهدف قواتها، ويقود الهجوم داخل الموصل جهاز مكافحة الإرهاب الذي دربته الولايات المتحدة والشرطة الاتحادية.
مقتل قيادي
ونقلت وكالة الأناضول عن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت قوله إن مسؤول ما تسمى “فرقة الحفاة” في تنظيم الدولة أبو إسحاق التونسي قتل في حي الاقتصاديين (غربي الموصل) مع أربعة من معاونيه.
وتشارك وحدات الجيش في المعارك خارج المدينة جنبا إلى جنبا مع مليشيات الحشد الشعبي، بالإضافة إلى قوات البشمركة الكردية والعشائر السنية، ويتجاوز العدد الإجمالي للقوات المشاركة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية بالموصل مئة ألف.
وقال الجيش إن تنظيم الدولة أعلن عن هجمات الأحد على مليشيا الحشد الشعبي في شمال غربي الموصل، وعلى موقع للجيش في عكاشات قرب الحدود السورية، وهي منطقة يعتقد بأن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي مختبئ بها، وأضاف الجيش أن قواته البرية والجوية صدت الهجوم، مما أسفر عن مقتل ثمانية من مسلحي التنظيم.
وفقد التنظيم سيطرته على معظم أحياء المدينة منذ بدء الهجوم في أكتوبر/تشرين الأول 2016، ويؤكد قادة عراقيون أنه تمت استعادة 70% من الجزء الغربي، وتحاصره القوات الآن في الأحياء الواقعة شمال غرب المدينة، ومن بينها وسط حي المدينة القديمة التاريخي.
وتشير تقديرات القوات العراقية إلى أن عدد مقاتلي التنظيم الذين لا يزالون داخل الموصل يصل إلى ما بين مئتين وثلاثمئة فرد، وأغلبهم أجانب، انخفاضا من نحو ستة آلاف مقاتل عند بدء معركة الموصل، لكنهم ما زالوا قادرين على تنفيذ هجمات مضادة قوية ضد عشرات الآلاف من الجنود والمقاتلين المحتشدين لقتالهم.
هجوم واسع
وقال المقدم في الجيش العراقي إيهاب البدراني إن “العشرات من مسلحي التنظيم شنوا بعد منتصف نهار أمس الأحد هجوما مسلحا واسعا على مواقع قوات الجيش عند الطريق العام بين بلدة بادوش (16 كيلومترا غرب الموصل) وقضاء تلعفر (ستين كيلومترا غرب الموصل)”.
وأضاف البدراني أن “قوات الجيش تمكنت من صد الهجوم وتدمير أربع عربات مفخخة وقتل من فيها وقتل نحو 15 مسلحا، في حين قتل ثلاثة جنود.
وذكر المقدم عبد الناصر المؤمن في جهاز الرد السريع (تابع للداخلية) لوكالة الأناضول أن قوات الجهاز أنشأت خطوط صد قوية جدا ضمن المحور الغربي في بادوش وناحية حميدات (غرب الموصل)، وأقامت سواتر ترابية في المنطقة للتصدي لأي هجوم قد يشنه التنظيم”.
وأضاف المؤمن أن “هدف القوات هو فتح محور قتال لمسلحي التنظيم في أحياء شمال غربي الموصل، وهي: 30 تموز، و17 تموز ومشيرفة، وحاوي الكنيسة، والهرمات، والنجار، والرفاعي، والاقتصاديين والعريبي للالتقاء مع قوات جهاز مكافحة الإرهاب في محور مناطق الزنجلي، والصحة، والإصلاح الزراعي، وصناعة وادي عكاب.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأميركي أمس الأحد أن العسكري الأميركي الذي قُتل لدى انفجار عبوة ناسفة بدائية أثناء قيامه بدورية خارج مدينة الموصل هو اللفتنانت أول وستون لي، وهو ضابط مشاة.
المصدر : وكالات,الجزيرة