نيويورك – أعلنت شركة أرامكو السعودية أمس أنها أكملت الاستحواذ على جميع أسهم الشركة المالكة لمصفاة نفط “بورت آرثر” التي تعد أكبر مصفاة نفط في الولايات المتحدة.
ويقول خبراء إن الصفقة تأتي في إطار سعي السعودية لتنويع مصادر دخلها من خلال التركيز على زيادة نشاطها في مجال المصافي النفطية في الولايات المتحدة، التي تعد أكبر مستهلك للنفط الخام والوقود ومنتجات النفط في العالم.
وأكد ذلك بيان صادر عن شركة “رويال داتش شل” الهولندية، التي كانت تملك نصف أسهم شركة “موتيفا انتربرايزس”المشغلة للمصفاة. وقالت إنه تم الانتهاء من إجراءات نقل ملكية حصتها في المصفاة إلى شركة أرامكو صاحبة النصف الآخر من أسهم الشركة.
وبذلك أكملت أرامكو الاستحواذ على المصفاة التي تقع في ولاية تكساس، وتبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 600 ألف برميل يوميا. كما باتت تمتلك أيضا 24 محطة توزيع في الولاية الأميركية.
وكانت شل قد أعلنت في مارس الماضي أنها توصلت لاتفاق لبيع حصتها في موتيفا انتربرايزس إلى شركة أرامكو مقابل 2.2 مليار دولار.
وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن السعودية تحتل المركز الثاني بعد كندا، بين الدول التي تصدر النفط للولايات المتحدة، التي استوردت 3.3 مليون برميل نفط يوميا من كندا ونحو 1.1 مليون برميل نفط يوميا من السعودية في العام الماضي.
وكانت جولة العاهل السعودي الآسيوية في مارس الماضي قد عززت دور أرامكو في أكبر سوق مستوردة للنفط في العالم من خلال إبرام صفقات للتكرير والبتروكيماويات في الصين واليابان وإندونيسيا وماليزيا.
أمين الناصر: هدفنا تكرير 10 ملايين برميل يوميا بحلول 2030 داخل السعودية وخارجها
وتشير الاتفاقات الموقعة خلال تلك الجولة إلى استراتيجية جديدة تركز على تعزيز النفوذ السعودي في أسواق المنتجات المكررة والبتروكيماويات والمعروفة باسم قطاع المصب.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو حينها إن “استراتيجية أرامكو هي النمو في قطاع المصب.. أي نشاط متكامل بين التكرير والبتروكيماويات مع التسويق والتوزيع يصب في مصلحتنا”.
وأكد أن لدى الشركة “طاقة تكريرية داخل السعودية وخارجها تقارب 5.4 ملايين برميل يوميا وهدفنا الوصول إلى 10 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2030”.
لكن قدرة أوبك على السيطرة على الأسعار من خلال التحكم في ضخ النفط تراجعت مع نمو إمدادات منتجين خارج المنظمة مثل روسيا وشركات النفط الصخري في الولايات المتحدة وهو ما أضعف قبضتها على الحصة السوقية.
وظهر مؤشر على تحول الاستراتيجية السعودية من خلال استثمار 7 مليارات دولار في مشروع مشترك مع شركة النفط الحكومية الماليزية بتروناس في مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات (رابيد).
كما أبرمت أرامكو خلال جولة الملك سلمان اتفاقا مع برتامينا الإندونيسية بقيمة 5 مليارات دولار لتوسعة أكبر مصفاة نفط في البلاد والتي ستمدها أرامكو بالنفط الخام.
وقال الخبير الاقتصادي السعودي إحسان بوحليقة إن “الاستثمارات تهدف إلى تعزيز الوضع التنافسي لأرامكو” في أكبر أسواق النفط في العالم.
كما أبرمت اتفاقات مماثلة في العديد من أنشطة المصب وتخزين النفط في اليابان، وهي تملك استثمارات كبيرة في كوريا الجنوبية إضافة إلى تعزيز دورها في الصين، أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.
شركة رويال داتش شل: تم نقل ملكية شركة موتيفا انتربرايزس بالكامل إلى شركة أرامكو السعودية
ووقعت السعودية في الصين اتفاقات تصل قيمتها إلى 65 مليار دولار تشمل مجالات الطاقة والصناعات التحويلية. وشملت مذكرة تفاهم بين أرامكو ومجموعة تشاينا نورث اندستريز (نورينكو) لدراسة بناء مصانع تكرير وبتروكيماويات في الصين. ومن المرجح أن تساهم خطـوة السعودية الرامية لتعزيز مشاركتها في محطات التكرير والبتروكيماويات في التقييـم المحتمـل لأرامكو في طرحها العام الأولي المزمع الذي قد يكون الأكبر من نوعه في العالم على الإطلاق.
وكان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يشرف على السياسة الاقتصادية للسعودية قد رجح أن يصل تقييم أرامكو عند الطرح إلى نحو تريليوني دولار أو أكثر. وقدر محللون التقييم بين تريليون و1.5 تريليون دولار.
وترددت أسماء سنغافورة وهونغ كونغ وطوكيو بين البورصات المحتمل إدراج أسهم أرامكو فيها. وسيكون الإدراج الأولي في البورصة السعودية وتتطلع الرياض إلى إدراج ثان في نيويورك أو لندن.
ولا تهدف مشاريع أرامكو المشتركة في أنحاء العالم إلى زيادة طاقتها التكريرية فقط، بل تسعى أيضا لتعزيز مشاركتها في قطاع البتروكيماويات، الذي يتضمن جميع أشكال اللدائن ويشهد ارتفاعا في الأرباح بفضل قوة الطلب.
وقال جون سفاكياناكيس مدير مركز الخليج للأبحاث إنها “بداية لاستراتيجية طويلة الأمد تتبناها السعودية لفتح اقتصادها أمام المستثمرين الآسيويين والعكس صحيح” وذلك في إطار “رؤية السعودية 2030” التي تهدف إلى تنويع موارد الاقتصاد وتقليص اعتماده على صادرات الخام.
العرب اللندنية