اعتبر تنظيم داعش في أعقاب سيطرته على الموصل، بانه أغنى منظمة ارهابية في العالم.. والتساؤل المطروح هنا من اين له هذه الاموال؟
خلال احتلالهم لمدينة الموصل بشمال العراق، نهب مقاتلو داعش أكثر من 500 مليار دينار عراقي، اي ما يعادل حوالي 420 مليون دولار أمريكي، او308 مليون يورو بأسعار الصرف الحالية. ووفقاً لتقديرات مسؤولين عراقيين فأن داعشا لديها الآن حوالي ملياري دولار. وتتهم الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، السعودية بدعمها للجهاديين، وبهذا الصدد قال رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي في17-6-2014 “نحن نحمل السعودية مسؤولية تقديم الدعم المادي والمعنوي لداعش”. وهو ما رفضته الولايات المتحدة الأمريكية، حليف السعودية الأكثر أهمية، وقالت جين بساكي، المتحدثة عن وزارة الخارجية الأمريكية، ان اتهام المالكي كان “غير دقيق ومهين”.
المال من دول الخليج؟
قال تشارلز ليستر، زميل زائر في مركز بروكينغز الدوحة في قطر، وهي شركة تابعة لابحاث امريكية معهد بروكينغز، انه “لا يوجد أي دليل يمكن الوصول إليها علنا بخصوص مشاركة الحكومات الخليجية في إنشاء أو تمويل داعش كمنظمة”. بينما اكد غونتر ماير مدير مركز للبحوث في العالم العربي في جامعة ماينز، انه ليس لديه شك في إن أهم مصدر لتمويل داعش حتى الآن من دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة”. معتبراً ان دافع دول الخليج في تمويل جماعات مثل داعش، يدور حول مقاتلة نظام بشار الأسد في سوريا، علماً ان ثلاثة أرباع السكان السوريين هم من المسلمين السنة، اما النخبة السياسية فمعظمهم من الاقلية العلوية، التي تعد فرعاً من الإسلام الشيعي.
وفي الآونة الأخيرة، استشعرت الحكومة السعودية مخاطر هذه السياسة، حيث يشكل المواطنون السعوديون الآن أكبر مجموعة من المقاتلين الأجانب في داعش، وعندما رجوع هؤلاء الى بلدهم، فان ثمة خطرا يبرز ضد النظام السعودي. واكد ماير؛ ان هناك أسبابا تدعو للاعتقاد بأن تمويل داعش سيستمر في التدفق من المملكة العربية السعودية، وتحديداً من الاثرياء السعوديين.
المال من النفط والابتزاز
ووفقا لماير هناك مصادر تمويل إضافية لداعش، هي حقول النفط في شمال سوريا، التي تعد مصدراً هاما للتمويل بالنسبة لهم. وهي تحت سيطرتهم، حيث يتم نقل النفط الخام عبر الحدود الى تركيا، ويرى تشارلز ليستر في مركز بروكنجز الدوحة ان لدى داعش القدرة إلى حد كبير على تمويل نفسها، وتمكنت من إنشاء شبكات في المجتمع تؤمن استمرار تدفق المال” كمثال يشير ليستر إلى الابتزاز المنظم، الذي تمارسه داعش عندما اصبحت مدينة الموصل في قبضتها. ويضيف “إن الابتزاز يؤثر على الشركات الصغيرة والكبيرة، وشركات البناء، وإذا كانت الشائعات صحيحة فانه يؤثر حتى على ممثلي الحكومة المحلية وبالإضافة إلى ذلك، يشتبه في أن داعش تجبي الضرائب من المناطق التي تسيطر عليها تماما – مثل الرقة في شمال شرقي سوريا.”
ويعتقد غونتر ماير أن هناك فرصة لوصول المال الى داعش من الأوساط السنية ذات الصلة بالنظام السابق. وان كانت أهداف داعش تختلف عن تلك التي يريد البعثيون تحقيقها. ولكن كلا الفريقين يسعيان الى الاطاحة بالحكومة الشيعية من العراق، فداعش تريد إقامة دولة دينية إسلامية، اما البعثيون فيريدون إقامة دولة ديمقراطية علمانية.
المال من اجل الجهاد
لقد جلب نهب البنك المركزي في الموصل، لداعش ما يعادل حوالي 429 مليون دولار امريكي نقداً، اضافة الى نهب البنوك اخرى في الموصل ومناطق أخرى وقعت تحت سيطرتهم، ووفقا لماير الذي اشار الى تغريدة المعلق البريطاني إليوت هيغنز، أشار إلى أن داعش يمكنها شراء تجنيد الكثير من المقاتلين فلديها الكثير من المال. وان 429 مليون دولار تمكنها من تجنيد 60 الف مقاتل راتب احدهم بحدود 600 دولار في الشهر لمدة عام كامل.
ويقدر عدد مقاتلي داعش في الوقت الراهن بحدود 10 الاف مقاتل ، وفي المناطق الخاضعة لسيطرتها، يتم دعم الخبز والماء، والوقود، تمول صيانة وتشغيل الخدمات العامة الأساسية، وكل ذلك يكلف مالا. وربما استخدامت داعش بعض المال لشراء المعدات العسكرية، ويقول لغونتر ماير، ففي أثناء احتلال الموصل حصل التنظيم على الكثير من الاسلحة الامريكية والمركبات. ومع القوة المالية الحالية، سيكون من السهل عليها، شراء أسلحة إضافية عالية الجودة من أسواق الأسلحة الدولية.
http://www.dw.de/who-finances-isis/a-17720149
ترجمة مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية