واشنطن بوست: أمريكا تبالغ في تقدير حجم تهديدات داعش

واشنطن بوست: أمريكا تبالغ في تقدير حجم تهديدات داعش

2014_8_6_15_46_17_227

رأى رمزي مارديني الباحث بمركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلنطي أن الولايات المتحدة تبالغ في تقدير حجم التهديدات التي يشكلها تنظيم (داعش) الإرهابي.

واستهل مارديني مقالا له نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية بذكر أن الولايات المتحدة عادة ما تسيئ قراءة الأحداث بالشرق الأوسط; فالرئيس السابق جورج بوش غزا العراق عام 2003 بناء على افتراضات تنم عن سوء فهم وضعف بصيرة.
وقال إنه “عقب اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011, أساءت واشنطن تشخيص المشاكل والفرص, بل وبالغت في تقدير حجم نفوذها أملا في توجيه نتائج الأحداث لصالحها. والآن وهي تستعد لتصعيد عمل عسكري ما ضد ما يسمي بتنظيم داعش, فإن سوء قراءة الأحداث يمكن أن يؤدي إلى خطأ مأساوي آخر لسياستها الخارجية”.
وأضاف مارديني أن “تقييما أكثر دقة يعتبر أن التدخل العسكري الأمريكي له قيمة دعائية هائلة لداعش, ما يساعده على حشد المزيد من الجهاديين لصالح قضيته, وربما حتى السلفيين الذين يرفضون حتى الآن شرعيته, علاوة على ذلك, يمكن لمخاطر وصول مقاتلي التنظيم إلى داخل الولايات المتحدة أن تتضاعف بفعل الدور العسكري الأمريكي المحتمل”.

وتابع أن “سياسة ضبط النفس حيال استخدام القوة العسكرية التي كان يتبعها أوباما خلال السنوات الأخيرة ساهمت في أن يصب التنظيم تركيزه داخل المنطقة فقط أي نحو نشاء خلافة إسلامية في الشرق الأوسط بدلا من شن الهجمات ضد الولايات المتحدة – ولكن مع عودة العسكرية الأمريكية إلى العراق واحتمال التدخل في سوريا ربما يدفع التنظيم إلى تغيير دفة اهتماماته”.

وأشار إلي أن حادث إعدام الصحفيين الأمريكيين الاثنين جيمس فولي وستيفن سوتلوف على أيدي مقاتلي داعش جاء ردا على الغارات الأمريكية في العراق, بيد أن واشنطن اعتبرت تلك الواقعة, إلي جانب سقوط ثاني أكبر المدن العراقية الموصل في أيدي مقاتلي التنظيم في شهر يونيو الماضي, وحصار أتباع الطائفة اليزيدية في شمال العراق, دليلا على أن التنظيم يشكل خطرا داهما على المصالح الأمريكية.

كما أشار إلى حقيقة أن الرأي المتوافق عليه في واشنطن يتمثل في أن مسلحي داعش تأهبوا لضرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط, من خلال زعزعة استقرار إمدادات النفط العالمية ومهاجمة الأراضي الأمريكية; حيث قال الجنرال جون آلين القائد السابق للقوات الأمريكية في أفغانستان إن “تنظيم داعش يمثل خطرا حقيقيا وواضحا على الولايات المتحدة”, فيما وصفه وزير الدفاع تشاك هاجل بالخطر الوشيك الذي يحدق بكل مصلحة تخص الولايات المتحدة سواء كانت في العراق أو في أي مكان أخر”.

ورأى مارديني أنه رغم المكاسب الإقليمية التي جناها داعش, فإن العوامل الأساسية للتنظيم هشة وضعيفة للغاية, فضلا عن أنه لا يملك نهاية مستدامة للعبة, وقال “إننا باختصار نعطيه أكثر مما يستحق”.

ومضى في سرد أسباب ضعف داعش, وقال إن “مفتاح البقاء والنمو بالنسبة لجماعة مثل داعش يكمن في أيدي من يعمقون اتصالاتهم بالسكان المحليين; فأبرز مقاتليها أعلنوا بوضوح تكريسهم واستعدادهم للموت لصالح قضيتهم, فيما تتراوح أوجه المساعدات المحتملة للتنظيم من محدودة إلى غير موجودة في الأساس, وهذا واحد من أبرز الاختلافات بين جماعة سطحية كتنظيم داعش وأخرى عميقة الجذور كحزب الله اللبناني”.