اصبحت وسائل الاعلام تلعب دورا مهما في تلقي المعلومة على الفرد والمجتمع بشكل خاص. ومن هذا المنطلق عقد مؤتمر الاعلام الدولي الصحي الاول في العاصمة الاردنية تحت عنوان “الإعلام الصحي وصناعة الوعي”, بهدف توظيف وسائل الاعلام المختلفة وتعزيزها في خدمة القضايا الصحية فضلا عن خلق التثقيف الصحي بصورة صحيحة للمواطن ليكون جزءا لا يتجزأ من تحقيق التنمية الشاملة.
الباحثون والاساتذة المشاركون اكدوا على وجود إعلام متخصص عن طريق وضع تشريعات خاصة بالإعلام الصحي وعقد دورات متخصصة لهذا المجال فضلا عن تطوير هذا المجال عن طريق البحوث العلمية , مشيرين الى ضرورة وجود امانة ومسؤولية تشرف على الاعلام الصحي خاصة ان هذا المجال يوجد فيه غياب دور اغلب الحكومات العربية.
واشارت دكتورة في قسم الاعلام في جامعة الشرق الاوسط حميدة سميسم الى وجود عدد من اوراق العمل تبحث في الصحة العامة وكيفية استثمار الاعلام كخدمة لنشر الوعي وتابعت بالحديث ان الوطن العربي يعاني من هجرة اصحاب العقول وهذا ما يؤثر سلبا على تطوير المجال الصحي مؤكدة ان المؤتمر يجمع نخبة من الاساتذة و الباحثين من مختلف الاقطار العربية.
ومن ناحية التعليم, بين الامين العام لاتحاد الجامعات العربية الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان إن التعليم في الجامعات العربية يواجه العديد من التحديات تتمثل في ضعف الانتاجية للبحث العلمي وقلة التمويل المخصص، فمجموع الانفاق على البحث العلمي في الولايات المتحدة يقدر بـ35% من الانفاق العالمي، وفي الدول العربية لا يتجاوز الـ0.3% من الانفاق العالمي مقابل 1% في اسرائيل أي ما يساوي أربعة أضعاف ما ينفقه العالم العربي”.
على الصعيد العراقي, اشار عميد كلية الاعلام في جامعة الشرق الاوسط الدكتور كامل خورشيد ان العراق يشهد حالة مأساوية اذ يواجه تحديات امنية وتعليمية غير مستقرة فضلا عن ظواهر الفساد المالي الكبيرة التي بدأت مع الاحتلال الامريكي عام 2003 واستمرت مع ظهور تنظيم “داعش” الارهابي, الذي شكل انتشاره بين شرائح المجتمع احد المصائب الكبيرة , اذ ان الحالة الصحية في هذا المجتمع تعد حلقة من حلقات متكاملة وترتبط بشكل رئيسي بالوضع العام للعراق.
ومن الواضح ان الوضع الامني غير مستقر في العراق حاليا قد يؤثر بشكل رئيسي على سير عملية تحقيق الوضع الصحي وهنا تكون العلاقة بين تحقيق الامن ونشر الوعي مرتبطان ببعضهما البعض.
في الواقع الاعلام الصحي في المنطقة مهمل الى حد كبير فمعظم وسائل الاعلام تبث وتروج العديد من سلعها دون التأكد من صحتها فما تنعكس اثرها سلبيا. فقد حان وقت تغيير السلوكيات غير صحيحيه لصناعة بيئة صحية مناسبة قادرة على نشر الوعي الصحي المتكامل, والتواصل مع وسائل الاعلام لحل القضايا الصحية بمختلف انواعها.
لا بد من العمل على دعم البحوث العلمية لرفع مستوى الوعي وايصاله بصورة فعالة بين المواطنين عن طريق الربط بين الاعلام والصحة والخروج بمجموعة من الابحاث في مجال الاعلام الصحي بهدف تثقيف المجتمع وتعميم المعرفة.
اماني العبوشي
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية