لندن – تلوح رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بورقة “خفض كبير للهجرة” أملا في الحصول على أكبر نسب من التأييد في الانتخابات التشريعية المبكرة.
وتشير نتائج استفتاء بريكست إلى رغبة البريطانيين الكبيرة في ضبط الحدود ووضع قيود صارمة على الهجرة، الأمر الذي ترغب ماي في استثماره ووضعه في قلب حملتها الانتخابية أملا في تحقيق نتائج كاسحة في مواجهة خصومها على غرار نتائج الانتخابات المحلية التي حصدتها الأسبوع الماضي.
تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاثنين بالحفاظ على هدف حزبها المحافظ الذي يتمثل في تقليص صافي أعداد المهاجرين إلى بريطانيا سنويا إلى أقل من 100 ألف شخص، وذلك قبيل نشر برنامجها الانتخابي المتوقع الأسبوع المقبل.
وأضافت أمام أنصار لها في لندن “من المهم أن نستمر وسنستمر في القول إننا نريد خفض صافي الهجرة إلى مستويات مستدامة. ونعتقد أنها العشرات من الآلاف”.
وعلى الرغم من التزام المحافظين بذلك منذ توليهم السلطة في 2010 فإن الهدف لم يتحقق حتى الآن. وتشير البيانات الرسمية إلى أن 273 ألفا جاؤوا إلى بريطانيا خلال عام حتى نهاية سبتمبر أي بانخفاض 49 ألفا عن العام السابق ليصبح بذلك أقل عدد مسجل منذ العام الذي انتهى بنهاية يونيو 2014.
وقالت ماي “وطبعا بمجرد أن نغادر الاتحاد الأوروبي فستتاح لنا فرصة التأكد من سيطرتنا على حدودنا هنا في بريطانيا لأننا سنتمكن من وضع قواعدنا للوافدين من الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا. وأردفت “ترك الاتحاد الأوروبي يعني أنه لن تكون لدينا حرية حركة مثلما كان الوضع في الماضي”.
ومن المتوقع أن يحقق حزب ماي المحافظ أغلبية برلمانية كبيرة في الانتخابات الوشيكة، وذلك بعد أن طلبت من الناخبين تأييد قيادتها وخططها للتفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
انتخابات محلية تظهر أن ماي في طريقها لتحقيق انتصار على غرار الانتصار الذي حققه بلير وثاتشر في مجدهما
وتأمل ماي في أن يساعدها الفوز في الانتخابات المقبلة على تقوية موقعها في التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد.
وتتجه ماي إلى تحقيق فوز كاسح في انتخابات يونيو المقبلة لسبب تشرذم كبير لدى أحزاب المعارضة في البلاد.
وتوقع استطلاع رأي نشرت نتائجه الأحد تقدم حزب المحافظين في بريطانيا بفارق 18 نقطة مئوية على حزب العمال المعارض مما يشير إلى فوزه بأغلبية 132 مقعدا على الأقل في الانتخابات المبكرة.
وقال الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة (آي.سي.إم) إن المحافظين سجلوا 46 بالمئة أي بانخفاض نقطة مئوية واحدة أمام حزب العمال الذي ظل عند نسبة 28 بالمئة.
وقال محلل في إن ماي في طريقها لتحقيق نجاح كبير مثل الذي حققته مارغريت ثاتشر قبل ما يزيد على 30 عاما.
وتنشد ماي دعم الناخبين وترغب في الحصول على تفويض لخطتها حتى تنفذ نتيجة استفتاء انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام الماضي من خلال الخروج من السوق الأوروبية الموحدة.
وحقق حزب المحافظين الذي تتزعمه ماي مكاسب كبيرة في الانتخابات المحلية التي جرت الخميس على حساب حزب العمال المعارض الرئيسي وأظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت مطلع الأسبوع أنه يتفوق بما يصل إلى 19 نقطة مئوية.
وقال أدريان دروموند من مؤسسة أوبينيوم لاستطلاعات الرأي “كما أظهرت الانتخابات المحلية، هم على طريق تحقيق انتصار على غرار الانتصار الذي حققه توني بلير ومارغريت ثاتشر في مجدهما”. وكان استطلاع آخر أجرته أوبينيوم أظهر أن حزب المحافظين مازال متقدما بفارق 16 نقطة مئوية على حزب العمال وحصل المحافظون على نسبة تأييد بلغت 46 بالمئة مقابل 30 بالمئة لحزب العمال.
وحقق المحافظون الجمعة الماضي فوزا كبيرا في الانتخابات المحلية البريطانية، وهو ما يصب في مصلحة رئيسة الحكومة قبل الانتخابات التشريعية بأسابيع قليلة.
وسيطر المحافظون على 17 مجلسا من 61 أعلنت نتائجها الجمعة من 88 مجلسا، حيث حصلوا على 1142 مقعدا، أي ما يعادل 346 مقعدا إضافيا مقارنة بالانتخابات السابقة.
وأما حزب العمال، وهو الحزب المعارض الرئيسي، فقد خسر 188 مقعدا وبات يهيمن على 5 مجالس فقط. ومن بين المجالس التي خسرها مجلس بلدية مدينة غلاسكو بأسكتلندا الذي كان أحد معاقله على مدى 40 عاما.
وقال جون كورتيس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد، إن المحافظين يحققون حاليا “أفضل نتائجهم في الانتخابات المحلية منذ عشر سنوات وربما منذ 25 عاما”.
ولم تستفد ماي فقط من تراجع حزب العمال، بل كذلك من انهيار حزب استقلال بريطانيا اليميني الذي احتفظ بمقعد واحد فقط من مقاعده المئة وعشرة، واعتبر زعيمه بول نوتال أنه كان “ضحية نجاحه”.
وقال في بيان “إذا كان ثمن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو تقدم حزب المحافظين بعدما أخذوا على عاتقهم هذه القضية الوطنية، فإن حزب استقلال بريطانيا مستعد لدفع هذا الثمن”.
وأما الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي يسعى إلى العودة سياسيا كبديل موثوق عن حزب العمال، فقد خسر 25 مقعدا.
وتهدف الانتخابات المحلية التي جرت الخميس إلى اختيار 5 آلاف عضو في المجالس البلدية في أنحاء البلاد، باستثناء رؤساء بلديات العاصمة لندن ومدن كبرى مثل مانشستر وليفربول (شمال غرب).
وقال جون ماكدونيل مساعد زعيم حزب العمال جيريمي كوربن إنها “كانت ليلة صعبة”. إلا أنه أضاف أن النتائج لا تعكس فوزا ساحقا توقعه البعض للمحافظين.
العرب اللندنية