طهران – لا تقف الخلافات بين إيران وتركيا حول الملف السوري حائلا دون التنسيق الثنائي ضد أكراد البلدين الذين كثفوا من عملياتهم العسكرية بهدف فرض حقهم في تقرير المصير على مستوى المنطقة ككل.
وأعربت إيران الاثنين عن ترحيبها بقيام تركيا بإنشاء جدار عازل على الحدود بين الدولتين. جاء ذلك ردا على سؤال بشأن إنشاء تركيا لجدار عازل مع إيران خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
وأوضح قاسمي أن المسؤولين الأتراك قد “أبلغونا بالأفكار التي لديهم”، مضيفا “أن هذا الجدار العازل لا يقام على نقطة الصفر الحدودية.. نحن نرحب بأي خطوة تساعد على إرساء الأمن في المنطقة”.
وكان مسؤول تركي رفيع المستوى قد صرح في وقت سابق الشهر الجاري أن بلاده تخطط لبناء جدار على الحدود التركية الإيرانية كجزء من إجراءات ضد عناصر حزب العمال الكردستاني.
وأقامت تركيا في السابق جدارا على حدودها مع سوريا لمنع عناصر حزب العمال الكردستاني من شن هجمات داخل الأراضي التركية عبر سوريا.
وقال متابعون للملف الكردي إن إيران بدأت بإظهار قلقها من الدور الكردي في العراق وسوريا بشكل واضح مخافة أن يساعد صعودهم في تحريك رغبة الانفصال لدى أكرادها الذين قاموا بعدة عمليات ضد قوات إيرانية خلال الأشهر الأخيرة.
ولفت المتابعون إلى أن القلق الإيراني واضح في حالة عدم الثقة بين الأحزاب الدينية الموالية لطهران وبين أكراد العراق، ومؤشرات ذلك في حالة الاحتقان شمالا ورغبة كل من الأحزاب الشيعية والبيشمركة في السيطرة على أراض إضافية من بوابة الحرب على داعش.
وأدى مسؤولون إيرانيون وأتراك زيارات متبادلة في قمة الخلاف حول سوريا،
ما اعتبره المراقبون مسعى إلى تنسيق المواقف تجاه القضايا التي تحوز على التوافق، وأساسا الموقف من الأكراد بعد أن فوجئت إيران بأن أكرادها يكثفون أنشطتهم العسكرية في المناطق المحاذية لكردستان العراق، وأنهم جزء من الحراك الكردي لإقامة دولة جامعة.
وقال الناشط السياسي الكردي الإيراني منصور برزويي في تصريح سابق لـ”العرب” إنه رغم كل الخلافات بين تركيا وإيران، فإن “هناك بعض المصالح الإقليمية تربط هاتين الدولتين معا. وإحدى أهم هذه المصالح تتعلق بمواجهة قضية الأكراد ليس فقط في كلا الدولتين ولكن في كل المنطقة”.
العرب اللندنية