اعلنت وزارة العدل الأميركية أنها عينت مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق روبرت مولر مستشارا خاصا لرئاسة التحقيق بشأن التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك بعد تزايد الاتهامات للرئيس الأميركي دونالد ترمب بالسعي لإعاقة هذا التحقيق.
وأوضحت الوزارة أن هذا التعيين لا يعني الإقرار بأن هناك جرائم ارتكبت، أو أنه ستكون هناك ملاحقات قانونية.
وشددت على أن المصلحة العامة اقتضت وضع التحقيق تحت سلطة شخص يتمتع بالاستقلالية للإشراف على التحقيق.
يأتي هذا بعد تزايد الاتهامات للرئيس ترمب بالسعي لإعاقة هذا التحقيق عقب إقالته مدير إف بي آي السابق جيمس كومي.
وردا على تعيين روبرت مولر مسؤولا عن التحقيق في قضية تدخل روسيا المفترض في الانتخابات الأميركية، أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه ترمب إن التحقيق سيفضي إلى ما سبق أن أكده هو من أنه لم يكن هناك تواطؤ بين حملته وجهات خارجية، وأعرب ترمب عن تمنيه الإسراع في إنهاء هذه المسألة.
التحقيق مع كومي
من جانب آخر، دعا كبار أعضاء لجنة القضاء في مجلس الشيوخ الأميركي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي للإدلاء بشهادته.
يأتي هذا في وقت ما زالت فيه التسريبات بشأن تسليم ترمب معلومات استخبارية لوزير خارجية روسيا تثير الجدل في الولايات المتحدة، إذ اتهم أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس البيت الأبيض بعرقلة التحقيقات في التدخلات الروسية.
غير أن رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان طالب بعدم التسرع في الحكم على ترمب، مع ضرورة مراقبة أدائه، ونفى البيت الأبيض أن يكون ترمب طلب وقف التحقيق مع مستشار الأمن القومي المقال مايكل فلين.
وقال الجمهوري رايان الأربعاء “نريد الحقائق، من الواضح أن هناك من يريد أن يضر الرئيس… علينا أن نقوم بعملنا الرقابي بغض النظر عن الحزب الذي يوجد في البيت الأبيض، وهذا يعني ألا نتسرع في الحكم”.
ورفض رايان القول إذا كان ترمب يعرقل العدالة، وقال إنه يجب عدم التعامل مع التكهنات، مبينا أن أثر الصراع السياسي واضح في القضية.
وكانت نيويورك تايمز أوردت أن مذكرة سرية لكومي كتب فيها أن ترمب طلب منه إغلاق ملف التحقيق الخاص بفلين. علما بأن فلين أجبر على الاستقالة في 13 فبراير/شباط الماضي على خلفية اتهامه بإجراء اتصالات مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، أحدها في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس السابق باراك أوباما طرد 35 دبلوماسيا روسيّا.
بوتين يتدخل
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو مستعدة لأن تقدم للكونغرس الأميركي محضر اللقاء بين وزير خارجيته سيرغي لافروف وترمب إذا رأت واشنطن ذلك ممكنا.
ووصف بوتين في مؤتمر صحفي عقده في موسكو مع رئيس الوزراء الإيطالي ما يحدث في الولايات المتحدة بحالة الفصام السياسي.
وتأتي هذه التطورات تزامنا مع اتهامات لترمب بأنه أفشى معلومات سرية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكيسلياك خلال اجتماع بالبيت الأبيض قبل أسبوع، بيد أن ترمب أكد أن لديه “الحق المطلق” في تبادل “الحقائق المتعلقة بالإرهاب وسلامة الرحلات الجوية”.
المصدر : الجزيرة + وكالات