د.سليم محمد الزعنون*
جاءت زيارة الرئيس “ترامب” إلى الشرق الأوسط لتفرض أربعة متغيرات جديدة في الشرق الأوسط بشكل عام وعلى حركة حماس بشكل خاص.
أولاً: المتغيرات الجديدة
- وضع قطر تحت الضغط العنيف من قبل الإدارة الأمريكية، بوصفها- من وجهة نظر أمريكية- تُشكل حاضنة وداعم رئيسي للتنظيمات المتطرفة بما فيها حركة حماس، وتصريحات رئيس لجنة الشئون الخارجية للكونجرس الأمريكي تشكيل لجنة لدراسة فرض عقوبات عليها.
- بلورة الولايات المتحدة مقاربة سياسية جديدة لعملية السلام قائمة على ثلاث أركان رئيسية: أولاً سلام إقليمي بين إسرائيل والدول العربية، ثانياً بلورة اتفاق مرحلي يتطرق الجانبان في إطاره إلى سُبل التوصل إلى اتفاق دائم يعالج القضايا النهائية ويتيح إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ثالثاً اعلان كلا الجانبين عن إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
- وضع حركة حماس في سلة واحدة مع التنظيمات المتطرفة، في مساواة واضحة بينها وبين تنظيم “داعش” والقاعدة، وحزب الله.
- لم ينتقد أو يدافع عن حماس أي زعيم عربي ولا حتى الرئيس الفلسطيني، والتزم الصمت ممثلوا قطر وتركيا الداعمين الرئيسيين لها.
بما يؤشر إلى نتيجتين: الأولى إن إعلان حماس عن وثيقة المبادئ والسياسات العامة فشل في تسويقها كحركة معتدلة في المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي، والثانية موافقة هذه الأطراف على توصيفها بالحركة الإرهابية.
ثانياً: الخيارات المحتملة لحركة حماس.
في ضوء المتغيرات الجديدة أمام حماس ثلاث خيارات:
الأول: العودة الكاملة لإيران.
في ظل المتغيرات الجديدة تندفع الحركة للتقارب الكامل بجناحيها السياسي والعسكري مع إيران، والعمل على إرباك العملية السياسية الجديدة.
ثانياً: الانخراط السريع في عملية المصالحة.
التقرب من مصر بحيث تعمل على مزيد الانفتاح وتعزيز العلاقات معها استمراراً للخطوات التي بدأتها، واتخاذ مصر كبوابة لتنقلها للتقارب مع السلطة الفلسطينية، والتوصل لمصالحة وطنية معها، بهدف التأثير على المفاوضات السياسية عبر “الباب الخلفي” في محاولة لتضخيم مطالب عباس من إسرائيل.
ثالثاً: التصعيد العسكري.
في محاولة لارباك المشهد، وتعطيل أي عملية سياسية في المنطقة، تعمل الحركة على التصعيد العسكري من خلال إشعال الحدود في الجنوب، ومحاولة تنفيذ عمليات في الضفة الغربية، واستئناف العمليات الانتحارية داخل إسرائيل.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية