إسرائيل توّسع مشاريع سلب المياه الجوفية في الجولان

إسرائيل توّسع مشاريع سلب المياه الجوفية في الجولان

بعد ثلاث سنوات على بدء شركة إسرائيلية- أمريكية بالتنقيب عن النفط في الجولان المحتل، كشف في إسرائيل أمس، أنها شرعت بأعمال حفر جديدة لنهب مياهها الجوفية.
وقالت سلطة المياه في إسرائيل إنها شرعت بتوسيع نطاق الحفريات للوصول إلى المياه الجوفية في الجولان السوري المحتل.
يأتي ذلك رغم  معارضة القانون الدولي وهيئات حماية الطبيعة التي تدعي أن عمليات الحفر تعرض للخطر تدفق المياه الجوفية إلى الينابيع والأودية في هضبة الجولان وفي سهل الحولة الفلسطيني.
وستجتمع لجنة خاصة الأسبوع المقبل مع سلطة المياه المخولة بالمصادقة على الحفريات شرق «كيوبتس أورتال» المقامة على أراضي شمال الجولان المحتل، في إطار خطة يطلق عليها «المشتل4 « . وكان قد تم الدفع في السنوات الأخيرة بخطط لإقامة 4 مواقع تنقيب عن المياه في الجولان، بينها اثنان قرب وادي الجلبون، واثنان بالقرب من مستوطنة «كتسرين».
والحديث هنا عن حفريات عميقة للوصول إلى حوض المياه الجوفية في هضبة الجولان، الذي يطلق عليه «حوض البازلت».
يشار في هذا السياق إلى أن السنوات الأخيرة شهدت شحّا في الأمطار في منطقة الشمال، ومن المتوقع أن يتواصل ذلك في العقود القريبة، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم من أزمة المياه.
وكانت الجمعية لحماية الطبيعة قد قدمت هذا الأسبوع إلى سلطة المياه معارضتها المصادقة على مشروع «المشتل 4» وذلك لكونه، إضافة إلى مشاريع أخرى، يمس بتدفق المياه الجوفية إلى الأودية والينابيع الواقعة في الجهة الشرقية من سهل الحولة. وأشارت الجمعية إلى أن هذه الينابيع تستمد مياهها طيلة أيام السنة من حوض المياه الجوفية في الجولان كما تعارض سلطة الطبيعة والحدائق هذه الحفريات ضمن مشروع «المشتل 4».
وكان تقرير أعدته العام الماضي، هيئة الدراسات المائية (الهيدرولوجية)، وهي تعنى بمتابعة ودراسة مصادر المياه، أن كمية المياه المتدفقة في ينابيع شرق سهل الحولة بدأت تتراجع في السنوات ما بين 1985 حتى 2015 بنسب تتراوح ما بين 28% حتى 47%.
يشار الى أن مساحة هضبة الجولان تبلغ 1800 كيلومتر مربع منها 1200 كيلومتر مربع احتلتها إسرائيل بمثل هذه الأيام في حرب 1967. ويقيم في الجولان المحتل 47 ألف نسمة 22 ألفا منهم مستوطنون يعتاشون على الزراعة مستغلين الأراضي الخصبة ووفرة المياه بالهضبة التي تغذي بحيرة طبريا بنسبة الثلث. كذلك يعتاش أهالي القرى السورية المتبقية في الجولان المحتل، مجد شمس ومسعدة وعين قينيا وبقعاتا والغجرعلى زراعة الكروم كالتفاح والكرز والعنب، ويواجهون مضايقات إسرائيلية لا تتوقف.
وتدعي سلطة المياه أنه لم يثبت أن هناك علاقة سببية بين الحفريات العميقة في حوض الجولان وبين تراجع مياه الينابيع في منطقة الشمال، خاصة الجولان وسهل الحولة والجليل.
يذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كان قد تحدث قبل يومين في مؤتمر عقد مستوطنة «كتسرين»، مؤكدا رفض إسرائيل الانسحاب من هضبة الجولان المحتل مدعيا أنه جزء منها.