أمريكا تسقط طائرة بدون طيار للنظام السوري قصفت التحالف وهجوم لـ«هيئة تحرير الشام» على معرة النعمان

أمريكا تسقط طائرة بدون طيار للنظام السوري قصفت التحالف وهجوم لـ«هيئة تحرير الشام» على معرة النعمان


عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال متحدث عسكري أمريكي إن الولايات المتحدة أسقطت طائرة بدون طيار مسلحة تابعة للنظام السوري بعد أن هاجمت قوات للتحالف الذي تقوده أمريكا في سوريا أمس الخميس.
وهذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها نظام الرئيس السوري بشار الأسد قوات التحالف.
وقال الكولونيل في الجيش الأمريكي ريان ديلون، وهو متحدث باسم التحالف الذي يقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية»، إن الطائرة بدون طيار المسلحة جرى تدميرها بعدما أطلقت النار على قوات للتحالف كانت تقوم بدورية خارج منطقة لعدم الاشتباك في جنوب سوريا. وأضاف أنه لم تقع إصابات في صفوف قوات التحالف.
وفي وقت سابق أمس قال ديلون إن الولايات المتحدة نفذت ضربة أخرى على شاحنات خفيفة تحمل أسلحة كانت تحركت ضد مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة قرب بلدة التنف.
وتحدثت مصادر إعلامية سورية عن دخول رتل كبير لـ»هيئة تحرير الشام» إلى معرة النعمان قبل قليل وهجومها على مقرات تابعة لـ»الجيش السوري الحر» و«فيلق الشام»، وجرت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين مما أدى لسقوط جرحى.
وأشارت المصادر إلى وجود نحو 300 طفل يتيم محاصرين في إحدى الصالات القريبة من مكان الاشتباك لحضور إفطار جماعي قبل دخول رتل الهيئة وحدوث الاشتباكات.
وذكرت وسائل إعلام رسمية، أمس الخميس، أن الطيران السوري قصف مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» إلى الغرب من مدينة الرقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات.
ونسبت وسائل الإعلام إلى مصدر عسكري قوله «سلاح الجو في الجيش العربي السوري يدمر مقرات وعربات وآليات مدرعة لتنظيم داعش الإرهابي في قرى دير مليحان ودبسي عفنان والقادسية في ريف الرقة الغربي» على بعد نحو 70 كيلومترا من المدينة.
من ناحية أخرى، تتقدم فصائل سورية مسلحة مدعومة من الولايات المتحدة على مشارف مدينة الرقة، في الأيام الأولى من هجوم يهدف لبسط السيطرة على قاعدة عمليات تنظيم «الدولة» في سوريا.
وبدأت «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تسيطر عليها قوات كردية، هجوما هذا الأسبوع للسيطرة على المدينة الواقعة في شمال سوريا. وتقترب قوات سوريا الديمقراطية من المدينة منذ شهور بمساعدة ضربات جوية وقوات خاصة من التحالف ضد «الدولة الإسلامية» الذي تقوده واشنطن.
وحقق الجيش السوري مكاسب على حساب التنظيم المتشدد شرقي محافظة حلب، مما قربه من حدود محافظة الرقة التي يخضع معظمها لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية».
ودخل الجيش السوري المدعوم من روسيا ومقاتلون حلفاء له محافظة الرقة هذا الأسبوع من حلب المجاورة.
واستهدفت غارات أمس مناطق قرب حدود المحافظة على طول طريق سريع يربط الرقة بحلب، وقرب منطقة الطبقة التي انتزعتها «قوات سوريا الديمقراطية» من «الدولة الإسلامية» في أيار/ مايو.
والشهر الماضي وصفت الحكومة السورية الحرب التي يقودها الأكراد على التنظيم المتشدد بأنها مشروعة.
وقالت دمشق إن أولويتها العسكرية تنصب على دير الزور الواقعة في قبضة «الدولة الإسلامية» ومنطقة البادية على الحدود مع الأردن والعراق، مشيرة إلى أنها لا تنوي اعتراض حملة الرقة الجارية.
جاء ذلك فيما تشهد مدينتا الحسكة والقامشلي شمال شرق سورية حالة من التوتر بين القوات الحكومية السورية ومسلحي الوحدات الكردية، بعد أن طالبت الوحدات الكردية بتسليم مراكز أمنية في مناطق تسيطر عليه قوات النظام .
وقالت مصادر مطلعة في محافظة الحسكة إن «مدينتي الحسكة والقامشلي تشهدان توتراً منذ فجر اليوم الخميس بعدما طالبت قوات الشرطة الكردية (أسايش) النظام السوري صباح اليوم (أمس) بتسليم المراكز الأمنية في حي المساكن وشارع القضاة شمال المدينة، الأمر الذي رفضه النظام وأرسل تعزيزات للحواجز المنتشرة في المنطقة وخاصة حواجز مركز انطلاق الحافلات في حي تل حجر شمال مدينة الحسكة».
وأكدت المصادر أن التوتر بين قوات النظام والوحدات الكردية امتد الى مدينة القامشلي حيث « قطع عناصر الآسايش الكردية الطريق الواصل بين المربع الأمني (منطقة سيطرة النظام) والمطار في مدينة القامشلي أمام مرور سيارات الجيش والأمن التابعة للنظام السوري».
وقالت المصادر إن جميع المحال التجارية في أسواق مدينة الحسكة أغلقت ابوابها خوفاً من مواجهات بين قوات النظام والوحدات الكردية. من جانبه نفى محافظ الحسكة جايز الموسى، في تصريحات صحافية أمس عقب قيامه بجولة على عدد من مراكز امتحان الشهادة الثانوية في المدينة، وجود اشتباكات في مدينة الحسكة، وقال «لا صحة للأنباء التي تتحدث عن حدوث اشتباك بين عناصر الجيش العربي السوري وقوات الأسايش في مدينة الحسكة».
وأضاف «هناك طابور خامس يحاول زرع البلبلة والقلق في نفوس المواطنين، بل أن الأجواء في المدينة طبيعية وقمنا بزيارة عدد من مراكز الامتحانات التي سارت بشكل هادئ وجيد، كما زرنا عددا من حواجز الجيش العربي السوري وكانت الأمور طبيعية».
وتتقاسم قوات النظام والوحدات الكردية السيطرة على مدينة الحسكة التي شهدت معارك بين الجانبين استمرت نحو عشرة أيام في شهر آب/أغسطس الماضي، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الجانبين وتدخل سلاح الجو السوري وقصف مواقع للقوات الكردية لأول مرة.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردي وقوات سورية الديمقراطية على أغلب مناطق محافظة الحسكة التي تعد من المحافظات الهامة في إنتاج النفط والمواد الزراعية.

القدس العربي