طهران – أسفرت مواجهات بين قوات حفظ النظام التابعة للحرس الثوري الإيراني ومحتجين إلى سقوط ثلاث قتلى غرب طهران.
وأفاد بيان للحرس الثوري بأن أحد القتلى يدعى مرتضى ابراهيمي وكان ضابطا في الحرس الثوري، إضافة إلى اثنين آخرين هما مجيد شيخي ومصطفى رضائي من أفراد الباسيج.
وأوضح البيان ذاته أن “مثيري شغب قتلوا (الرجال الثلاثة) بوساطة سلاح أبيض بعد تطويقهم في كمين” نصب في محافظة غرب العاصمة.
وأفادت مصادر صحافية محلية بأنه تم حرق مقرات دينية ومكاتب محلية لممثلي المرشد الإيراني في الاحتجاجات في إيران، واشتبك المحتجون مع قوات الباسيج التي هاجمتهم.
يأتي ذلك فيما اتسعت رقعة الاحتجاجات في مختلف مدن البلاد، وتوعد رجال مرشد إيران بإنزال قوات الباسيج لقمع التظاهرات بالقوة.
وانتشرت الاحتجاجات في مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية منذ الجمعة الماضي، واتخذت منحى سياسيا مع مطالبة المحتجين بتنحي كبار رجال الدين الذين يقودون البلاد، وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى إحراق مئة بنك على الأقل والعشرات من المباني.
من جانبها، أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها من سقوط قتلى في احتجاجات إيران.
كما أبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه العميق الثلاثاء من استخدام قوات الأمن الإيرانية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وحث السلطات على الحد من استخدام القوة لتفريق الاحتجاجات التي أطلقت شرارتها زيادة في أسعار الوقود.
ودعا المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل السلطات في إيران إلى إعادة خدمة الإنترنت المقطوعة منذ السبت الماضي واحترام حق المتظاهرين في حرية التعبير والتجمع السلمي.
وقال في إفادة بجنيف إن المكتب وصلته تقارير عن أن عدد القتلى في مظاهرات إيران بالعشرات، مضيفا أن حجم الضحايا “خطير للغاية على نحو واضح”.
ويبدو أن هذه الاحتجاجات هي الاضطرابات الأخطر في البلاد منذ أواخر عام 2017 عندما لقي 22 شخصا حتفهم في العشرات من المدن والبلدات في احتجاجات على انخفاض مستويات المعيشة طالب المحتجون خلالها باستقالة شخصيات كبيرة في النخبة الشيعية.
وكانت بدأت التظاهرات الجمعة الماضية بعد الإعلان عن رفع سعر البنزين بنسبة 50 بالمئة لأول 60 لترا، و200 بالمئة لكل لتر إضافي يتم شراؤه بعد ذلك كل شهر.
وأشار مراقبون إلى أن السلطات الإيرانية ستميل إلى استخدام القوة لاحتواء هذه التحركات، محذرين من أيام دموية تلوح في الأفق.
وفي السياق ذاته، هدد الحرس الثوري الإيراني، المحتجين المناهضين للحكومة من إجراء “حاسم” إذا لم تتوقف الاضطرابات.
وفيما تستمر الوقفات الاحتجاجية الداعمة لمتظاهري إيران في عواصم غربية، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، التصريحات الأميركية والأوروبية الداعمة للشعب الإيراني بـ”الكذبة المخجلة”.
جاء ذلك في بيان نُشر على موقع الخارجية الإيرانية، انتقد فيه مواقف الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الاتحاد الأوروبي حيال المظاهرات الجارية في بلاده بسبب رفع أسعار الوقود.
وكانت عدة دول في الاتحاد الأوروبي، دعت في وقت سابق، حكومة طهران إلى ضرورة احترام حق الشعب الإيراني في التظاهر.
العرب