لندن – تصارع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من أجل البقاء على رأس حكومة هشة، عبر محاولة إنهاء الانقسام في صفوف حزب المحافظين الذي تتزعمه، والتسويق لاتفاق تحالف مع حزب صغير في شمال أيرلندا.
وأعادت ماي شخصيات منافسة لها إلى الحكومة، ومن بينها مايكل غوف، الذي تولى وزارة الزراعة والبيئة، وأبقت على وزراء الحقائب الأساسية، كما عينت أندريا ليدسوم رئيسة لمجلس العموم.
ودفعت نتائج الانتخابات، التي انتهت بسحب الأغلبية من الحزب في مقابل صعود نجم زعيم المعارضة جيرمي كوربين، نوابا محافظين إلى الاعتقاد بأن “رئيس وزراء سيئا أفضل من عدم وجود رئيس وزراء من الحزب على الإطلاق”، وفقا لصحيفة “التايمز”.
وفشلت ماي في الحصول على تفويض شعبي واسع يدعمها في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي المقرر أن تبدأ في الـ19 من الشهر الجاري.
وتبدو ماي مستعدة للتضحية بكل ما تملك من أجل البقاء على رأس الحكومة، إذ تدرك أن الأصوات التي حظي بها العمال في أسكتلندا هي فقط ما أبقى كوربين بعيدا عن 10 داونينغ ستريت.
ويتوقع الكثيرون بقاء حزب المحافظين في السلطة لشهور، في ظل ارتباك التحالفات الحكومية ومخلفات قضية البريكست.
وقالت صحيفة “التايمز” إنه في ظل الظروف الحالية لن تصمد الحكومة البريطانية طويلا تحت قيادة “بطة عرجاء” يكرهها أعضاء حزبها ويرفض البريطانيون تأييد سياساتها.
وهدف حزب المحافظين في الوقت الحالي هو الابتعاد بأي ثمن عن خوض انتخابات جديدة في وقت قريب. ولتحقيق هذا الهدف سيتعين على قيادات الحزب التمسك بماي لأطول وقت ممكن.
ماي تبدو مستعدة بالتضحية بكل شيء من أجل البقاء على رأس الحكومة
ووصف وزير الخزانة السابق جورج أوزوبورن ماي بـ”المرأة الميتة التي تسير على قدمين”، وقال إن المسألة كلها تتعلق بـ”الفترة التي ستقضيها ماي على قائمة انتظار الموتى”.
وأضاف أوزوبورن، أحد القادة السابقين لحزب المحافظين الذي يشغل منصب رئيس تحرير جريدة “إيفنينغ ستاندرد” العريقة، أنه يعتقد بأن الأمر لن يستغرق طويلا “.
وأضاف أنه من الممكن جدا أن ينهار كل شيء أمامها بحلول منتصف الأسبوع المقبل”.
والاثنين أعلنت الحكومة البريطانية تأجيل تقديم مشاريع قوانينها في البرلمان “لعدة أيام”. وتقدم الحكومة مشاريعها خلال الافتتاح الرسمي للدورة البرلمانية الجديدة ويعرف شعبيا بـ”خطاب الملكة”، حيث تتلو الملكة القوانين التي تعتزم الحكومة تقديمها أمام مجلس العموم خلال العام.
وكان من المقرر أن تجري مراسم افتتاح البرلمان في الـ19 من يونيو، لكنّ متحدثا باسم ماي رفض خلال مؤتمره الصحافي اليومي تأكيد الموعد، وقال فقط إنه سيكون هناك بيان في ما يخص خطاب الملكة “في الوقت المناسب”.
وعلى ما يبدو تحاول ماي تعديل مقاربتها لـ”الخروج الصعب” من الاتحاد الأوروبي، إذ تعرضت لضغوط كبيرة بعد الانتخابات من قبل برلمانيين في الحزب يناصرون الاحتفاظ بعضوية السوق المشتركة، وهو ما يتطلب الإبقاء على حرية الحركة للأفراد والبضائع.
لكن مراقبين يقولون إن المفاوضات بين المحافظين والحزب الديمقراطي الوحدوي في شمال أيرلندا تبدو صعبة.
ويحاول الحزب الأيرلندي استغلال الموقف لتحقيق مكاسب سياسية في أيرلندا، كما يسعى إلى الحصول على مكاسب في مقابل التحالف مع ماي، في صورة مشاريع كبرى في شمال أيرلندا.
وقال مصدر حكومي للغارديان “أمامنا وقت طويل، خصوصا المحادثات مع الحزب الديمقراطي الوحدوي الذي يريد أن يطمئن لمحتوى خطاب الملكة قبل أن يأمر نوابه بالتصويت، بالإضافة إلى استكمال التعيينات الوزارية.. لا نستطيع تحديد موعد الآن”.
العرب اللندنية