لندن ـ «القدس العربي»: وقع الإخوان المسلمون في سوريا، على ميثاق تحت مسمى «ميثاق وطني لمواجهة تقسيم سوريا»، والمؤلف من 12 بنداً، مشددين على تمسكهم بالمجتمع المدني الموحد، بعيداً عن التصنيفات الطائفية التي يسعى النظام السوري إلى الخوض فيها. ورفض الميثاق، عملية التهجير من سوريا وإليها، وكل عمليات التغيير الديموغرافي، ورفض كل عمليات التجنيس، محملاً الأمم المتحدة مسؤولية الصمت على «هذه الجريمة التي تتم بموافقتها» على الأرض السورية.
وأعلن الموقعون على هذا الميثاق، رفضهم المطلق لأي محاولة لتقسيم سوريا، بأي دافع، وعلى أي خلفية. مؤكدين أنهم سوف يقاومون كل مشروعات التقسيم بكل سبل المقاومة المشروعة حتى يتم إسقاطها، معتبرين أن كل مشروعات التقسيم في سوريا، تعبير عن إرادات ومؤامرات خارجية. واكد البيان على الثورة السورية، هي ثورة ضد الظلم والاستبداد والفساد تجسدت في نظام الأسد، مشيراً إلى أن الحرب في سوريا ليست حرباً أهلية، وإن كان الطرف الآخر يصر على خوضها على أساس فئوي طائفي.
وشدد الميثاق على تمسك الإخوان المسلمين بالمجتمع المدني الموحد، المؤسس للدولة المدنية الحديثة الجامعة، التي تعلي قيم المواطنة بعيداً عن تصنيفات الأكثرية والأقلوية، مشيراً إلى أن التعددية الثقافية والدينية والعرقية هي صاحبة المجتمع السوري الذي لم تضق بأي مكون من مكوناته.
ولفت إلى أنه ينبغي على موقعي هذا الميثاق أن يعيشوا حياة مشتركة، والتمسك بالاخوة الوطنية التي تجمع جميع السوريين، مسلمين ومسيحيين، عرباً وكرداً، وتركماناً وعلويين ودروزا وإسماعيليين، ويؤكدون حرصهم على العيش معاً في ظل الدولة الوطنية الواحدة، وبنية مجتمع مدني موحد.
وجاء في الميثاق، أن «المجموعات المتطرفة لا يمكنها أن تخطف التمثيل للمكونات المجتمعية الأصيلة، فكما أن ما يسمى تنظيم الدولة لا يمثل المسلمين، فبشار الأسد لا يمثل العلويين وليس له أو لنظامه مكان في مستقبل سوريا».
وأوضح، أن الحوار الوطني الإيجابي البناء هو السبيل الوحيد، لوضع الأسس الرصينة، للمجتمع المدني الموحد، وأن الحوار حول هذه الأسس لن ينجح إلا بعد التخلص من نظام الاستبداد والفساد.
وحذر الميثاق الجميع من خطوة قد تثير الفوضى في هذه المنطقة لقرون عدة، مشيراً إلى ان المجتمع الدولي لم يستطع أن يحتوي حتى اليوم تداعيات إنشاء الكيان الصهيوني حتى يقدم على تجارب إنشاء كيانات أخرى على الطريق نفسه.
القدس العربي