القاهرة – وصل القيادي الفلسطيني محمد دحلان الجمعة إلى القاهرة للقاء عدد من كبار المسؤولين والشخصيات المصرية والفلسطينية لاستعراض آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، خاصة الأوضاع في غزة.
وتسعى مصر لضبط الأمن في القطاع بالتنسيق مع حماس وتيار القيادي دحلان المؤثر في القطاع، وقامت مؤخرا بترتيب لقاء في القاهرة بين يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة ودحلان، لتهيئة الأجواء للعمل بينهما خلال الفترة المقبلة.
وقالت مصادر مسؤولة في حماس لـ“العرب”، إن الحركة اتخذت إجراءات أمنية جديدة على الحدود مع مصر، لتوصيل رسالة بأن اتفاق ضبط الأمن بين وفد الحركة ومسؤولين مصريين بدأ تطبيق بنوده في الواقع، واستقرار الحدود أصبح أولوية للحركة، مقابل أن تتدخل مصر لتخفيف معاناة سكان غزة.
وجاءت تأكيدات حماس، بعد أن تصاعدت حدة الأزمة مع قطر المتهمة من مصر والسعودية والإمارات والبحرين بدعم وتمويل الإرهاب في المنطقة وإيواء عناصر متطرفة، بينها عناصر من حماس، حاولت هز استقرار مصر من خلال تهريب إرهابيين وأسلحة من غزة إلى سيناء المصرية.
وتحاول حماس الإيحاء بأنها تحتفظ بمسافة عن الدوحة، ولجأت إلى تطمين القاهرة عبر التفاهم الأمني معها والاستجابة لمطالبها في هذا الصدد.
وأكدت مصادر “حمساوية” في القاهرة لـ“العرب”، “إن قطاع الأمن وضع خطة متكاملة للسيطرة على الحدود، وحماية الجانب المصري من أي تهديدات مباشرة أو غير مباشرة، من خلال زيادة عدد القوات الموجودة هناك وإنشاء نقاط أمنية بأعداد كبيرة، ونقاط متحركة على مدار الساعة، مع إضاءة الشريط الحدودي ليلا بما لا يسمح بتسلل عناصر إرهابية أو استخدام الحدود ملجأ لها”.
وطلبت مصر من وفد حماس خلال زيارته للقاهرة، أن يحظى ملف القضاء على داعش بأهمية كبيرة عند الحركة، بضبط الحدود بشكل كامل واستنفار قواتها الأمنية هناك ومنع أي استخدام غير مشروع للحدود.
وبدأت ملامح التعهدات التي قطعتها حماس على نفسها تظهر فور عودة أعضاء الوفد من القاهرة، وقام اللواء توفيق أبونعيم المسؤول عن الملف الأمني في قطاع غزة، بزيارتين متتاليتين إلى الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر وأوصى باتخاذ سلسلة من الإجراءات الجديدة على طول الحدود.
وعلى إثر تفاهمات مع حماس، أدخلت مصر للمرة الأولى منذ سنوات، الأربعاء، أول شحنة سولار رسمية إلى القطاع بهدف تخفيف أزمة انقطاع الكهرباء هناك، وتعتزم إرسال 500 طن من السولار في الفترة المقبلة.
ويعاني القطاع نقصا حادا في إمدادات البترول، ما تسبب في توقف محطة توليد الكهرباء 20 ساعة يوميّا، ويمثل الوقود المصري البديل المناسب مع بدء إسرائيل بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية في تقليص إمدادات الكهرباء لقطاع غزة.
ويرى مراقبون أن تعهدات القاهرة لحماس بتخفيف المعاناة عن غزة، تشي بأن خلافات مصر مع عباس عادت مرة أخرى إلى الواجهة، وأن الزيارات التي قام بها الرئيس الفلسطيني للقاهرة لم تكن كافية لإزالة الجفاء.
وقال اللواء محمد عبدالمقصود الخبير الأمني في الملف الفلسطيني لـ“العرب”، إن مصر تدرك جيدا أن أبا مازن يمارس ضغوطا على حماس من خلال خفض الخدمات المقدمة لسكان القطاع، وفي مقدمتها الكهرباء، لتعود الحركة إلى الوفاق الفلسطيني، لكن تلك الممارسات ليست في صالح مصر، وتتسبب في توتر الأوضاع داخل غزة.
العرب اللندنية