عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: حذر البيت الأبيض من أنه سيرد على «استعدادات» رصدها للقوات السورية لشن هجوم كيميائي جديد، كما هدّدت كلّ من بريطانيا وفرنسا، أمس الثلاثاء، باستخدام القوة ضدّ النظام السوري في حال إقدامه مجدّدا على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، بينما ندد الكرملين الثلاثاء بتهديدات واشنطن «غير المقبولة»، وحذرت إيران من تداعيات الاتجاه نحو تصعيد «خطير».
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن التحذير الذي وجهته الولايات المتحدة الإثنين الى النظام السوري من مغبة القيام بهجوم كيميائي جديد، يعود إلى نشاط مشبوه لهذا الجيش رصد في قاعدة الشعيرات الجوية السورية التي استخدمت لشن الهجوم الكيميائي السابق في نيسان/ابريل الماضي. وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس «رصدنا نشاطا في قاعدة الشعيرات (…) ما يؤشر إلى استعدادات لاستخدام محتمل للأسلحة الكيميائية».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية شون سبايسر في بيان إن «الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيميائي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء».
وحذر سبايسر «كما قلنا سابقا فإن الولايات المتحدة موجودة في سوريا للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا (…) ولكن إذا شن الأسد هجوما جديدا يؤدي إلى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيميائية، فإنه وجيشه سيدفعان ثمنا باهظا».
ونددت روسيا الثلاثاء بالتهديدات. وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمام صحافيين «نعتبر مثل هذه التهديدات ضد الحكومة السورية غير مقبولة»، مضيفا أنه لا يعرف «الأسباب» أو الأدلة التي تستند إليها واشنطن في اتهاماتها.
وقال «ليست لدي أي معلومات حول أي تهديد بهجوم كيميائي»، مشيرا إلى أن مخاطر «الاستفزازات» موجودة، محملا تنظيم «الدولة الإسلامية» وغيره من المجموعات الإسلامية مسؤولية الهجمات الكيميائية السابقة في سوريا.
وأعلن سبايسر أن الأنشطة التي رصدتها واشنطن «مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم الذي شنه بالسلاح الكيميائي في 4 نيسان/ابريل» في خان شيخون (محافظة إدلب في شمال غرب سوريا) والذي ردت عليه الولايات المتحدة بضربة عسكرية غير مسبوقة شملت إطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية للنظام في سوريا.
وفي تغريدة على تويتر مساء الاثنين قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي إن «أي هجوم جديد يستهدف المدنيين السوريين سيتحمل مسؤوليته الأسد، وكذلك روسيا وإيران اللتان ساعدتاه على قتل شعبه».
ورد بيسكوف بهذا الصدد أنه لا يمكن تحميل مسؤولية الهجوم في خان شيخون الذي أوقع 88 قتيلا من بينهم 31 طفلا «إلى القوات السورية طالما لم يتم فتح «تحقيق غير منحاز».
وتابع «إذا لم يحصل تحقيق فإن اتهام الأسد غير ممكن وغير شرعي وغير عادل»، مضيفا أنه لا يعرف «الأسباب» أو الأدلة التي تستند إليها واشنطن في اتهاماتها.
وحذرت إيران الثلاثاء الولايات المتحدة من تداعيات الاتجاه نحو تصعيد «خطير» في سوريا، بعد اتهام واشنطن للرئيس السوري بشار الأسد بالإعداد «لهجوم كيميائي آخر».
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر إن «تصعيدا أمريكيا خطيرا آخر في سوريا بذريعة وهمية لن يخدم سوى داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)».
وقال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير فرانسوا ديلاتر، إن «الموقف الفرنسي بشأن هذه المسألة المحدّدة واضح تماما، كما أكّده الرئيس (إيمانويل) ماكرون الأسبوع الماضي، حين أشار إلى أن الأسلحة الكيميائية خط أحمر بالنسبة لنا».
وأضاف ديلاتر، في تصريحات إعلامية، في مقر المنظمة الدولية في نيويورك: «نرى أنّ منع الانتشار النووي بات على المحك الآن، وأي متورط في شن هجمات كيميائية ستتم مساءلته ومعاقبته على أعماله الشنيعة».
وردا على أسئلة الصحافيين بشأن ما إن كانت واشنطن عرضت على فرنسا براهين على استعداد الأسد لشنّ هجوم كيميائي على المدنيين في بلاده، اكتفى السفير الفرنسي بالقول: «نحن على اتصال دائم مع شركائنا وأصدقائنا».
من جانبه، قال نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفير بيتر ويلسون، إن لندن أيّدت الضربات الأمريكية الأخيرة ضد النظام السوري.
وأضاف في تصريحات إعلامية: «في حال وجدنا دليلا يتعلّق باستخدام الأسلحة الكيميائية (من قبل نظام الأسد)، فإننا سنتحرّك عندما نسمع تلك المعلومات».
وتابع أنّ «وزير الدفاع البريطاني (مايكل فالون) أكد هذا الأمر، صباح أمس، في لندن، وقد شدّد على معارضتنا المطلقة لاستخدام الأسلحة الكيميائية».
جاء ذلك فيما قتل 57 شخصا غالبيتهم من المعتقلين المدنيين في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف فجر الاثنين سجنا لتنظيم «الدولة» في مدينة الميادين في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «استهدفت طائرات التحالف الدولي فجر الإثنين سجنا يتبع للجهاز الأمني في تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الميادين» في ريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل «42 سجينا مدنيا اعتقلهم التنظيم لأسباب عدة».
وقتل أيضا في القصف، وفق عبد الرحمن، «15 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية هم 11 سجينا وأربعة حراس».
وكان السجن يضم نحو مئة معتقل ومقسما إلى جزأين أحدهما مخصص للمدنيين وآخر للمعتقلين الجهاديين.
وعرض تنظيم «الدولة»، حسب المرصد، جثث القتلى في أحد شوارع المدينة.
القدس العربي