الجيش اللبناني يهين ويعتقل لاجئين سوريين بعد مداهمته مخيمات في عرسال

الجيش اللبناني يهين ويعتقل لاجئين سوريين بعد مداهمته مخيمات في عرسال


لندن ـ « القدس العربي»: بدا بيان الجيش اللبناني، حول العملية التي نفذها أمس الجمعة، ضد مخيمين للاجئين السوريين، في عرسال شرق البلاد، غير مقنع، خصوصاً وأن صور الانتهاكات المهينة التي ارتكبها عناصره ضد النازحين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الجيش إن خمسة انتحاريين هاجموا جنوده أثناء مداهمة القوات لاثنين من مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة عرسال على الحدود مع سوريا، فيما ألقى متشدد سادس قنبلة يدوية على دورية.
وذكر أن سبعة جنود أصيبوا ولقيت فتاة حتفها عندما فجر أحد الانتحاريين نفسه وسط أسرة لاجئة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لعدد من النازحين منبطحين أرضاً، نصف عراة، ومقيدي الأيدي خلف ظهورهم. كما بينت الصور المخيمين اللذين داهمهما الجيش وقد تم تدميرهما تماماً.
وقال رئيس مؤسسة «لايف» للديمقراطية وحقوق الإنسان، نبيل الحلبي، لـ»القدس العربي»، أن «19 نازحا قتلوا في مخيم واحد بينهم طفلة ورجل مبتور القدمين».
وأضاف أن «عناصر الجيش قاموا برمي القنابل داخل الخيم وتمشيطها بالرصاص»، موضحاً أن «البعض لم يستطع الخروج، فقتل».
وأشار إلى أن «150 معتقلاً تعرضوا لضرب مبرح، وأن أوضاع بعضهم تحتاج إلى مستشفيات».
ودعا الحلبي إلى التحقيق في انتهاكات الجيش، مؤكداً أن «هناك عنصريين في المجتمع اللبناني يغطون هذه الممارسات».
وحول بيان الجيش، تساءل الحلبي «كيف يدخل الانتحاريون إلى مخيمات عرسال في حين أن المدينة مطوقة بحواجز من الجيش اللبناني، وتمارس عليها إجراءات تفتيشية دقيقة».
وتابع في هذا السياق «أيــــن صــــور أشلاء الانتحاريين الذين قال الجيش إنهم هاجموه».
وأرجع الحلبي سبب الحملة على مخيمات النازحين لفشل المفاوضات بين «حزب الله» وبعض فصائل المعارضة السورية في القلمون، حول عودة عدد من النازحين إلى مناطقهم، مبيناً أنه «بعد فشل هذه المفاوضات، أريد وضع اللاجئين بين خيارين إما العودة بشروط مذلة أو البقاء ضمن حياة جحيمية تهدر فيها كراماتهم».
وكان «حزب الله» أعتبر أن «الحملة الواسعة التي يشنها الجيش لملاحقة المتشددين المختبئين داخل مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة حدودية تهدف إلى التصدي للتهديد الذي يمثله المقاتلون الذين يتسللون من سوريا على الجانب الآخر من الحدود».
وقال الحزب، في بيان إن «العملية تتكامل مع عمليات المقاومين على الحدود الشرقية لمنع الإرهاب من التغلغل في لبنان».
ووفقا لأرقام مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين يستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري.
وتقول الحكومة اللبنانية إن عدد اللاجئين السوريين 1.5 مليون. ويعيشون في مخيمات غير رسمية في مختلف أنحاء لبنان حيث يواجه كثيرون خطر الاعتقال بسبب عدم حصولهم على تصاريح إقامة.
وينفذ الجيش اللبناني مداهمات دورية في مخيمات النازحين، وسط تقارير عن انتهاكات يرتكبها عناصره.
(رأي القدس ص 23)

القدس العربي