طهران – عكست التصريحات الإيرانية الغاضبة على العقوبات الجديدة التي أقرتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد طهران، إحساسا بالعجز عن مواجهة تتالي العقوبات الأميركية، والإقرار بوجود خطر فعلي يتهدد إيران في فترة ترامب.
ونقلت وكالة تسنيم عن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري قوله الأربعاء إن على الولايات المتحدة إبعاد قواعدها مسافة ألف كيلومتر عن إيران إذا ما مضت قدما في فرض عقوبات على طهران في تهديد مبطن لواشنطن بعد فرضها عقوبات جديدة.
وأضاف جعفري “إذا أرادت الولايات المتحدة مواصلة العقوبات ضد دفاعات إيران وحرسها (الثوري) فعليها إبعاد قواعدها في المنطقة إلى مسافة نحو ألف كيلومتر حول إيران وعليها أن تعلم أنها ستدفع ثمنا باهظا لأي خطأ في الحسابات”.
وقال متابعون للشؤون الإيرانية إن هذا التصريح يكشف سيطرة منطق الشعارات في خطاب المسؤولين الإيرانيين، لافتين إلى أن التهديد باستهداف القوات الأميركية في المنطقة لا يعدو أن يكون تنفيسا عن العجز ومحاولة لإيهام الجمهور بالقدرة على ردة الفعل ضد العقوبات.
وأشار المتابعون إلى أن خطاب جعفري يكشف بشكل جلي حجم القلق الإيراني من سياسات ترامب ضد طهران، في وقت كان الإيرانيون يعتقدون أن التصريحات الحادة للرئيس الأميركي في القمة الإسلامية الأميركية في الرياض في مايو الماضي ضد بلادهم مجرد خطاب لكسب ود السعودية.
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء أن إيران سترد “بالطريقة المناسبة” على العقوبات الأميركية لكنها ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي الموقع مع الدول العظمى في يوليو 2015.
وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات جديدة ضد 18 فردا وكيانا على صلة بصواريخ إيران الباليستية وأنشطتها العسكرية في الشرق الأوسط لكنها أبقت على التزامها بالاتفاق الدولي حول برنامج طهران النووي.
وقال روحاني أمام وزرائه في كلمة نقلها التلفزيون إن بلاده “ستحترم على الدوام التزاماتها الدولية”.
لكنه أضاف أنه إذا أرادت الولايات المتحدة “فرض عقوبات جديدة تحت أي ذريعة، فإن الأمة الإيرانية سترد بالطريقة المناسبة. لن نغفر للأميركيين انتهاكاتهم وسنتصدى لها”.
واعتبر مراقبون أن روحاني يتمسك بالاتفاق النووي خوفا من أن تبادر واشنطن إلى وقف العمل به وقطع الطريق أمام طهران في استجلاب الشركات الدولية إليها، وأن ما سوى ذلك من تصريحات لا هدف له سوى الاستهلاك الداخلي، وإلهاء الشارع الإيراني بالصراع مع أميركا وصرف نظره عن الأزمة الاقتصادية الحادة في البلاد.
العرب اللندنية