لندن – اعترف مسؤول عسكري أميركي كبير، بسطوة الدور الروسي في تحديد مستقبل سوريا، من دون أن يكون لبلاده نفس النفوذ على الأراضي السورية، مؤكدا أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية قطعت علاقاتها مع الجماعات المسلحة السورية الأخرى التي تحاول إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد منذ عام 2011.
وقال ريموند توماس رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي إن شرعية الوجود العسكري الروسي في سوريا بطلب من الأسد، تمنح موسكو نفوذا يخولها حتى القدرة على طرد القوات الأميركية من سوريا.
ونقلت مجلة نيوزويك الأميركية عن توماس أثناء تواجده في مؤتمر “أسبين” الأمني بولاية كولورادو الأميركية، “روسيا حصلت على موطئ قدم لها في سوريا أكثر مصداقية من الولايات المتحدة، وقد تستخدم هذا النفوذ لطرد وإخراج القوات الأميركية من هناك”.
وأوضح أنه في الوقت الذي تشكل فيه مكافحة الإرهاب أولوية بالنسبة لبلاده، فإن القانون الدولي والمواثيق الدولية يمكن أن يمنعا الولايات المتحدة من البقاء في سوريا، حيث كان تدخلها وتواجدها غير شرعي، ولم يجر بموافقة من الحكومة السورية التي تتمتع بالسيادة، في الوقت الذي تشارك فيه روسيا أيضا في الحرب ضد داعش وغيره من التنظيمات الجهادية في سوريا، لكنها تدخلت بناء على طلب من الرئيس السوري بشار الأسد، وهو أمر من شأنه أن يوفر لموسكو غطاء قانونيا دوليا وقدرة على تقديم قضية قوية ضد الولايات المتحدة ومطالبتها بالمغادرة، “إذا لعب الروس هذه الورقة فلن تكون لدينا القدرة على البقاء هناك”.
ولفت توماس إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تشتركان في محاربة داعش إلا أن كلا منهما يدعم فصائل مختلفة لديها وجهات نظر متعارضة حول مستقبل سوريا السياسي.
وتدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية، وقال توماس إن القوات الخاصة الأميركية ساعدت على تغيير اسم قوات تابعة للأكراد لتغدو حاليا باسم “قوات سوريا الديمقراطية” لتنأى بنفسها عن وحدات حماية الشعب القومية الكردية.
وأضاف أن الأحداث الأخيرة في سوريا، ومنها استهداف التحالف لعناصر تابعة لقوات الحكومة السورية جنوب البلاد، وإسقاط طائرة عسكرية سورية في الشمال، قد واجهت غضبا وانتقادا كبيرين من قبل روسيا التي اعتبرها توماس بمثابة “مطالب قريبة” أو إشارات قد تؤدي في نهاية الأمر إلى قيام روسيا بتوجيه استجواب حول الوجود الأميركي والمساءلة القانونية لهذا التواجد في سوريا بمجرد هزيمة داعش والقضاء عليه في الأراضي السورية.
العرب اللندنية