نيويورك – ذكرت تقارير إخبارية أمس أن مصرف دويتشه بنك الألماني قد ينقل حوالي 300 مليار يورو (350 مليار دولار) من ميزانية فرعه البريطاني في لندن إلى مدينة فرانكفورت.
وتأتي تلك الإجراءات المتوقعة في وقت يعتزم فيه البنك الألماني نقل نشاط إدارة الأصول وتداول المنتجات المالية من بريطانيا إلى داخل الاتحاد الأوروبي في أعقاب قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء الاقتصادية عن مصدر وصفته بالمطلع القول إن خطة البنك الألماني التي تسمى “بو لاين” تستهدف نقل نشاط تداول المنتجات المالية إلى فرانكفورت في سبتمبر من العام المقبل ونقل نشاط إدارة الأصول بحلول مارس 2019.
وأشارت الوكالة إلى أن نقل 300 مليار يورو سيعادل حوالي خمس ميزانية دويتشه بنك الذي وصلت قيمة أصوله إلى نحو 1.50 تريليون يورو في نهاية العام الماضي. وقالت الوكالة إن مونيكا شيللر المتحدثة باسم دويتشه بنك رفضت التعليق على التقرير.
بوريس جونسون: الخروج من الاتحاد الأوروبي لا ولم ولن يعني ابتعاد بريطانيا عن العالم
وكان جون كريان الرئيس التنفيذي للبنك الألماني قد أبلغ الموظفين في رسالة مصورة مؤخرا بأن البنك يستعد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بطريقة صعبة، في ظل وجود “الأغلبية الساحقة” من نشاط تداول الأوراق المالية للبنك في بورصة لندن مع احتمال نقله إلى فرانكفورت، لكن البنك لم يكشف عن تفاصيل هذه الخطة رسميا حتى الآن.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن البنك الألماني يعتزم نقل جزء كبير من نشاط التداول والخدمات المصرفية الاستثمارية من لندن إلى فرانكفورت، وهو ما يعني نقل عدة مئات من وظائف الوسطاء وحسابات حوالي 20 ألف عميل إلى ألمانيا.
وقال كريان في رسالته المصورة إن “هناك الكثير من التفاصيل المزعجة التي يجب تسويتها والاتفاق عليها، لكن من المحتم أنه ستكون هناك حاجة إلى نقل وظائف إلى فرانكفورت أو على الأقل إضافة وظائف في فرانكفورت”. وفي هذه الأثناء يتواصل الجدل في بريطانيا حول طريقة الانفصال وتتزايد الأصوات المحذرة من العواقب الخطيرة، في حين تصر الحكومة على التركيز على الجوانب الإيجابية للانفصال.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس إن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي “لا ولم ولن يكون يتعلق بابتعاد بريطانيا عن العالم”.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في ولينغتون خلال زيارته الأولى لنيوزيلندا أنه “على العكس من ذلك فإننا نرغب في الحفاظ على علاقات كبيرة مع جميع اصدقائنا وشركائنا الأوروبيين وإبرام اتفاقية تجارة حرة كبيرة معهم”.
واجتمع جونسون مع رئيس الوزراء بيل انغليش ووزير الخارجية جيري براونلي وناقشوا موضوعات بينها آفاق العلاقات التجارية بعد الانفصال.
وقال إن الأشخاص الذين صوتوا من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يكونوا معاديين للمهاجرين، بل كانوا يريدون فقط أن يشعروا بأن الحكومة البريطانية لديها القدرة على السيطرة على الهجرة. وأضاف “لقد كنت عمدة لندن التي ولد 40 في المئة من سكانها في الخارج”.
وأكد “أن الانفتاح على المواهب شيء عظيم، ولكن في أي مجتمع يتعين عليك أن تديره ويتعين عليك السيطرة عليه… هذا هو ما يتعلق بالبريكست” والذي قال إنه يتعلق أيضا باكتشاف وتكثيف الصداقات والشراكات في جميع أنحاء العالم.
وقال جونسون إن بريطانيا ونيوزيلندا ستواصلان العمل على مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الفرص المتاحة للمواطنين للعيش والعمل في الدول الأخرى.
العرب اللندنية