الشركات الصينية تراهن على أبوظبي كبوابة لأسواق المنطقة

الشركات الصينية تراهن على أبوظبي كبوابة لأسواق المنطقة


أبوظبي – دخلت إمارة أبوظبي مرحلة جديدة في شراكتها الاقتصادية مع الصين بإبرام اتفاقية تعاون استراتيجية مع حكومة مقاطعة جيانغسو تهدف إلى تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة عبر الاستفادة من الفرص المتنامية في البلدين.

ووقعت موانئ أبوظبي أمس، اتفاقية مع شركة الاستثمار والتعاون وراء البحار لمقاطعة جيانغسو الصينية (جوسيك) لتشغيل جزء في منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة التابعة لمدينة خليفة الصناعية.

ويؤكد اقتصاديون أن دولة الإمارات عموما، وإمارة أبوظبي بشكل خاص، تنظر إلى الصين باعتبارها حليفا استراتيجيا وطرفا أساسيا في معادلة تحقيق الانتعاش الاقتصادي والاستقرار والاستثمار الأمثل لمواردها.

سلطان أحمد الجابر: الاتفاقية مع جوسيك تهدف لتنويع النشاط الصناعي في منطقة التجارة الحرة
وتحت مظلة الاتفاقية، من المقرر أن تبدأ خمس شركات صينية العمل في المنطقة الصناعية باستثمارات مبدئية 300 مليون دولار، مما يدعم خطط التنوع الاقتصادي في الإمارة الغنية بالنفط.

ويتوقع أن تسهم هذه الاستثمارات في توفير أكثر من 1400 فرصة عمل وكذلك تعزيز القوة المالية للمنطقة وتعميق روابطها مع مبادرة “الحزام والطريق”، التي أحيتها بكين ووفرت لتنفيذها أكثر من 60 مليار دولار.

ويقول مسؤولون في أبوظبي إن الشركات تعمل في قطاعات شتى من الكهرباء إلى المعادن والموارد الطبيعية والأنشطة المصرفية.

وصرّح محمد جمعة الشامسي الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي بأن الشركة وقعت اتفاقا لمدة 50 عاما مع شركة جوسيك لتأجير 2.2 كيلومتر مربع بمنطقة خليفة الصناعية في أبوظبي.

وأكد أن اتفاق التأجير هو الأكبر في منطقة خليفة حتى الآن، لافتا إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الصناعة ستسهم بشكل إيجابي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لأبوظبي، مما سيساعد في تنويع الموارد الاقتصادية غير النفطية.

وتعمل دولة الإمارات ضمن استراتيجية متكاملة لتنويع اقتصادها في كافة المجالات، الأمر الذي يراه خبراء خطوة استباقية حصنت بها نفسها من تراجع عوائد النفط.

وجذبت منطقة خليفة الصناعية، التي افتتحت في 2012، استثمارات بنحو 15 مليار دولار بنهاية العام الماضي، من دول من أبرزها البرازيل والهند واليابان وبريطانيا في صناعات متنوعة تبدأ من الأغذية والمعادن إلى البتروكيماويات والألومنيوم.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) عن رئيس مجلس إدارة موانئ أبوظبي، أحمد الجابر، قوله إن “الاتفاقية تأتي تماشيا مع استراتيجيتنا نحو تعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق إضافة نوعية للنشاط الصناعي والتجاري في منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة”.

وأشار إلى أن “المنطقة من الأمثلة الناجحة على الاستفادة من أحدث التقنيات وتسخيرها لضمان السرعة والكفاءة والفعالية من خلال منظومة متكاملة تدعم نمو وازدهار قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات اللوجستية”.

هوانغ ليكسن: نخطط لدمج المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية في مبادرة طريق الحرير
وتسعى الشركات الصينية بشكل متزايد في السنوات الأخيرة إلى استغلال الفرص في دول الخليج، إذ يسعى العملاق الاقتصادي الآسيوي للتوسع في الخارج لتحقيق طموح إعادة بناء طرق تجارة الحرير.

وقالت هوانغ ليكسن، نائب الحاكم التنفيذي لحكومة مقاطعة جيانغسو، إن “هناك حالة من التكامل بين جيانغسو وأبوظبي من خلال ما تتمتعا به من ثروات ونظم صناعية فضلا عن تسريع تكيّف الهياكل الصناعية وتعزيز التحول الاقتصادي”.

وأضافت أن “أبوظبي وجيانغسو عازمتان على مواصلة العمل معا لتعميق التعاون بينهما في مجالات تطوير القدرات الصناعية والإسهام في نجاح مبادرة حزام واحد – طريق واحد”.

وكشفت عن خطط لدمج المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون الصناعي في البرنامج الضخم لمبادرة طريق الحرير كي تصبح نموذجا للتعاون والتبادلات التجارية بين الصين ودولة الإمارات.

وفازت شركة كوسكو شيبينغ بورتس ليمتد الصينية في العام الماضي، بامتياز مدته 35 عاما لبناء وتشغيل رصيف حاويات في ميناء خليفة. وقالت كوسكو في ذلك الحين إنها تنوي استثمار أكثر من 700 مليون دولار.

ويعكس حجم التجارة غير النفطية المتنامية بين البلدين الشراكة الاستراتيجية الآخذة في التشكل بين الطرفين، إذ تعد دولة الإمارات الشريك التجاري الثاني للصين في الشرق الأوسط بوصول حجم التجارة البينية إلى نحو 70 مليار دولار.

ولكن الحافز القوي الذي يدفع الإماراتيين لدفع علاقتهم مع الصينيين إلى مرحلة الشراكة هو التغيرات الاقتصادية الكبيرة التي تتعرض لها الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي وأكبر مستورد للنفط.

وأطلق البلدان في عام 2015 صندوق الاستثمار الاستراتيجي المشترك بقيمة 10 مليارات دولار لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وذلك خلال زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لبكين.

وتتولى إدارة الصندوق شركة مبادلة وشركة تابعة للبنك الصيني للتنمية، ويهدف إطلاق الصندوق، الذي سيموله البلدان مناصفة، هو تشكيل محفظة متوازنة تضم استثمارات تجارية متنوعة وتغطي طيفا من قطاعات النمو.

العرب اللندنية