صدر عدد أغسطس/آب 2017 من مجلة الجزيرة تحت عنوان “أميركا.. بعيدا عن السياسة”، ويتناول الملف الرئيس في العدد نماذج من المشهد الثقافي والمعرفي في المجتمع الأميركي بعيدا عن صورة الولايات المتحدة السياسية والعسكرية.
يفتتح الملف بالتعريف بقصة شاب مغربي يعتبر أول عربي ومسلم وأفريقي اكتشف السواحل الأميركية ويتواصل مع الهنود الحمر، ولا يزال الأميركيون يحتفلون بذكراه كل عام.
وفي بلاد تمثال الحرية تنشط إذاعات مجتمعية غير ربحية تتمتع بسقف عال من الحرية في توجيه النقد ومناقشة الملفات المسكوت عنها، لأنها لا تتلقى تمويلا من أي جهة سوى التبرعات، وتعتبر هذه الإذاعات رئة تتنفس بها الأقليات، ومنها المسلمون.
ومن الأقليات التي تعيش خصوصياتها وثقافتها بحرية في الولايات المتحدة الكوبيون الذين أسسوا حي “إيبور” في فلوريدا، يصنعون فيه السيجار الكوبي الشهير بالطريقة التقليدية، ويعيشون في حدوده ثقافتهم الكوبية بحرية.
ومن المشهد المعرفي الأميركي نتعرف على تجربة جامعية تتيح للطلبة فرص التعلم بالممارسة العملية، مثل طلبة الصحافة في جامعة نورث كارولينا يصدرون صحيفة يومية منذ عام 1893 وتمول نفسها بالإعلانات.
مؤسسات معرفية أخرى تتميز بها الولايات المتحدة، هي المتاحف التي تكثر في مدنها وأريافها على السواء، ويقدر عددها بنحو 35 ألف متحف، وتختص بكافة ألوان المعرفة والعلوم والتاريخ.
ويعرفنا تقرير آخر على مدينة تشابل هيل التي تأسست حول جامعة نورث كارولينا، وتوافق أهلها على نظام عمراني صديق للبيئة، وتتميز بكثرة استخدام اللونين الأبيض والأزرق.
من تقرير عيون الملح شمال المغرب حيث تعتاش نساء القرية على جمع الملح من مياه النبع (الجزيرة)التقارير المنوعة
باتت مدينة طنجة المغربية التي كانت تشتعل بالنشاط الثقافي على مختلف ألوانه تشكو الكساد في المسرح وطباعة وبيع الكتاب، مما دفع الحكومة إلى إطلاق مشروع طنجة الكبرى المعني بتنشيط الاقتصاد والسياحة والاهتمام بالعمل الثقافي.
ومن المغرب أيضا نتعرف على قرية زرادون شمالي المغرب التي ابتليت بعيون الماء المالح، إلا أن نساء القرية خلقن من هذا الابتلاء مصدرا للرزق بتجفيف المياه المالحة لاستخراج الملح وبيعه، وذلك في عمل تعاوني مميز.
ومن مصر حكاية ورد النيل الذي لا يجد فيه المصريون رائحة طيبة أو فائدة ترجى فلا يأتي منه سوى استهلاك مياه النيل وحجب الأكسجين عن الأسماك، وبدأت قصته من أيام محمد علي باشا ولا تزال جهود مكافحته عاجزة عن حل المشكلة التي تكلف الدولة 35 مليون جنيه سنويا.
وفي القارة الأوروبية، لاقى افتتاح مكتبة عربية في أمستردام تفاعلا كبيرا في أوساط الجالية العربية والهولنديين المهتمين بالشؤون العربية، إذ توفر لهم المكتبة موردا معرفيا مهما في قارة يندر فيها الكتاب العربي، ويهدف المشروع لأن تكون أكثر من مجرد مكتبة بتنظيم فعاليات ثقافية منوعة.
ويحدثنا تقرير من عاصمة السينما الهندية “بوليوود” نيودلهي عن تصدر المسلمين هذه الصناعة في الإنتاج والتمثيل رغم أن المسلمين لا تزيد نسبتهم على 12%، إلا أنهم ولغتهم الأوردو هم من يتحكمون في إنتاج قرابة ألف فيلم في العام.
ومن أفريقيا الغنية بالغرائب الاجتماعية نتعرف على تفاصيل طقوس الموت والجنازة التي تختلط فيها التقاليد الوثنية القديمة بالمسيحية، وفيها الكثير من الغرابة والرقص على إيقاع الموت.
وهو ما يتيح تصفح أعداد المجلة من خلال ملف “بي دي أف” (PDF).
المصدر : الجزيرة