بغداد ـ «القدس العربي»: قال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس الإثنين، إن الوفد الكُردي المفاوض في بغداد لا يفاوض بشأن الفدرالية وحصة الإقليم من الميزانية، مشددا على عدم تأجيل الاستفتاء «تحت أي ضغط».
وذكر خلال كلمة له أثناء لقائه وفدا من نقابات نسائية وطلابية في أربيل «نحن بحاجة إلى وجود كردستان مستقلة لنكون جيرانا جيدين مع العراق»، مضيفا «لقد حاولنا وبجميع الأشكال تحسين العلاقات مع بغداد إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل في هذا الشأن».
ونوه إلى أن «وفدنا في بغداد لا يعيد التفاوض بشأن الفدرالية أو قضايا الميزانية بل يفاوض بشأن الاستفتاء»، مردفا بالقول «إننا لا نريد بناء دولة قومية للمكون الكُردي بل نريد نبني دولة ديمقراطية تعددية على أساس المواطنة». وتابع «لن نؤجل الاستفتاء تحت أي ضغط»، متسائلا أن «أولئك الذين يقولون ان التوقيت ليس مناسبا، نحن نقول ما هو التوقيت والبديل الأفضل؟».
وبين بارزاني، أن «كافة الطرق جُربت مع بغداد»، مشيراً إلى أن «الدستور العراقي ينص على أن وحدة الأراضي العراقية مرتبطة بتطبيق الدستور».
وتابع أن «أمامنا خيارين، إما الاستقلال، أو القبول بأن تحكمنا بغداد». وأردف : «سبق وأن أخبرتُ نائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، بأنني سأرى دولة كردستان في حياتي».
وأعتبر أن «من المعيب أن تتحدث بغداد عن الدستور، لأنهم خرقوا كافة بنود الدستور».
وكانت وسائل إعلام، أفادت بوجود صفقة يجري الترتيب لها بين الحكومة الاتحادية في بغداد ونظيرتها في إقليم كردستان العراق، لتأجيل الاستفتاء، مقابل حصول الأخير على تخصيصات مالية إضافية من المركز. لكن مكتب رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي نفى هذه الأنباء.
ويعتزم الوفد الكردي المفاوض، الموجود في بغداد حالياً، لزيارة مدينة النجف للقاء المراجع الدينية «الشيعية» وبحث ملف الاستفتاء.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شاخوان عبد الله لـ«القدس العربي»، إن «زيارة الوفد الكردي أعطت تطمينات إلى بعض الكتل السياسية في بغداد، تفيد بأن الإقليم يعتبر العاصمة العمق الاستراتيجي بالنسبة للكرد في حل جميع الخلافات العالقة بين الإقليم والمركز، بضمنها مسألة الاستفتاء». وأضاف إن «الإقليم يطمح بأن يجرى الاستفتاء بمباركة الحكومة الاتحادية، واتفاق الطرفين»، مشيراً إلى إن «بعض الشخصيات السياسية أعطت للشارع الشيعي انطباعاً مغايراً لما يجري على الواقع بشأن الاستفتاء».
وحسب عبد الله، فإن الوفد الكردي المفاوض يعتزم «زيارة مراجع الدين الشيعة في النجف الأشرف»، لبحث مسألة الاستفتاء. واعتبر في الوقت عيّنه إن خلاف الكرد «مع الحكومة وليس مع الشارع العراقي».
وتابع قائلاً: «حتى أن اتجه الإقليم نحو الاستفتاء والاستقلال، فهو حريص على بقاء الوحدة بين جميع مكونات الشعب العراقي، لا سيما بين الكرد والشيعة».
وأكد أن «الوفد سينقل للقادة السياسيين في الإقليم جميع الملاحظات ووجهات النظر التي بحثها مع القيادات السياسية في بغداد، لتحديد الخطوة المقبلة؛ سواء تمثلت بزيارة أخرى أو زيارة مقابلة لوفد من بغداد إلى الإقليم».
النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني، بختيار شاويس، أكد لـ«القدس العربي»، إن «زيارة الوفد الكردي تعدّ خطوة إيجابية بين الحكومتين الاتحادية ونظيرتها في الإقليم، لا سيما بعد تعمّق الخلافات السياسية والدستورية والمالية بينهما».
وأقرّ بأنه «لا يمكن لزيارة واحدة أن تتحقق نتائج سريعة، أو تحسم جميع الملفات الخلافية بين الطرفين»، لكنه عوّل على «الحوار ومواصلة المفاوضات لتقريب وجهات النظر المختلفة».
وزاد بالقول: «الكرد حليف استراتيجي للعرب، سواء كانوا من السنة أو الشيعة، ونحن شاركنا معهم في بناء البلد على أسس ديمقراطية فدرالية»، لافتاً إلى ضرورة «أخذ آراء شركائنا داخل العملية السياسية العراقية بشأن الاستفتاء».
وأوضح: «نحن ككرد طرحنا موضوع الاستفتاء على عدد من سفارات الدول، إضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي في واشنطن، ودول أوروبية ومجاورة»، كاشفاً عن «ضغوطات بشأن عدم إجراء الاستفتاء في موعده المقرر (…) تلك الدول ترى إن موعد إجرائه غير مناسب».
وانخفضت حدّة التصريحات، في الآونة الأخيرة، بين السياسيين الكرد والعرب، عقب لقاء الوفد الكردستاني التحالف الوطني العراقي، مؤخراً.
وقال القيادي في التحالف الوطني عامر الخزاعي، خلال مؤتمر صحافي عقده ليل أمس الاثنين، على هامش اجتماع التحالف الوطني مع الوفد الكردي بشأن استفتاء كردستان، انه «سيكون هناك اجتماع آخر بعد أسبوعين مع الوفد الكردي»، مبينا أننا «وصلنا إلى تقارب في وجهات النظر وفقاً للدستور». وقال رئيس الوفد الكردي روز نوري شاويس: «إننا طرحنا المشكلات وتم وضع الحلول وفقاً لوجهات نظر لكلا الطرفين»، لافتا إلى أن «الحوار كان مفتوحا».
ويرى الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة بارزاني، إن ملف الاستفتاء وزيارة الوفد الكردي أسهمت في إعلان السياسيين في بغداد التزامهم بالدستور «الذي همشوه» طوال 14 عاماً مضت، على حدّ قول النائبة عن الحزب، أشواق الجاف.
وأضافت لـ«القدس العربي»، إن «حديث السياسيين العراقيين اليوم عن تطبيق الدستور يجعل موقف الاستفتاء أقوى، بكون إن الدستور ضمن حق الشعوب في تقرير مصيرها في إحدى فقراته».
وأكدت: «نحن لا ننتظر من الحكومة الاتحادية أن تعطينا حقوقنا على طبق من فضة، بل إن الحقوق تؤخذ من خلال الحوار القانوني والدستوري»، موضحة أن «من يراهن على وجود خلافات داخل البيت الكردي بشأن إجراء الاستفتاء، واهم».
وحسب الجاف «لا يوجد حزب كردي يرفض إرادة شعب كردستان، الذي قدم 182 ألف شهيد في المقابر الجماعية، و5 آلاف شهيد في السلاح الكيميائي، وتدمير 5 آلاف قرية».
القدس العربي