رام الله – أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن معلومات وردت من الأردن أفرجت عن سعي لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعب دور في مسألتي المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والمصالحة الداخلية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.
وقالت المصادر إن “أنقرة تسعى لإعادة الانخراط في الشأن الفلسطيني كميدان يريد أردوغان استخدامه لتحسين موقعه داخل منطقة الشرق الأوسط”.
وتحدثت معلومات فلسطينية عن خطط لقيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة في أواخر الشهر الجاري تلبية لدعوة وجهها له أردوغان.
وكشفت المصادر أن اتصالات جرت بين السلطة الفلسطينية وتركيا في الأسابيع الأخيرة تهدف إلى تنشيط مسعى تركي للمصالحة بين فتح وحماس.
ونقلت المصادر عن مقربين من عباس أنه يسعى لاستطلاع إمكانية قيام تركيا بممارسة نفوذها لدى حماس لترتيب تسوية بين غزة ورام الله وسحب البساط من تحت التفاهمات التي رعتها القاهرة بين حماس والتيار الذي يقوده القيادي الفتحاوي محمد دحلان.
وكانت معلومات صحافية قد ذكرت أن عباس كان أرسل اللواء جبريل رجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى قطر وتركيا لاستطلاع إمكانية تدخل الدولتين لترجيح كفة خياراته للاتفاق مع حماس ووقف المبادرة المصرية الإماراتية تجاه غزة.
وكشف رجوب عن عقد لقاء قمة فلسطيني-تركي في الـ28 من الشهر الجاري في تركيا التي سيزورها قبلها بيوم للقاء أردوغان. وقال لإذاعة صوت فلسطين الرسمية “إننا نعول على أن تكون القمة عاملا إيجابيا في إنهاء الانقسام”.
أحمد بحر: السلطة الفلسطينية مستمرة في عرقلة تفاهمات حماس في مصر
وأقر رجوب بدوره في ترتيب هذه الزيارة وأنه التقى في تركيا أحد كبار مستشاري الرئيس أردوغان والذي طلب عقد القمة في أنقرة حرصا من تركيا على تحقيق المصالحة الفلسطينية وللعلاقة الطيبة التي تربطها مع حماس.
وأوضح رجوب أن الحديث مع المسؤول التركي نفسه تناول ضرورة إزالة حماس كل مظاهر السلطة التي تمارسها في قطاع غزة، وأن تمكن حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مسؤولياتها في القطاع وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد لإجراء الانتخابات العامة.
وكان مسؤولون في حماس أعلنوا مؤخرا عن تفاهمات توصلت الحركة إليها مع مسؤولين مصريين بشأن إدخال تسهيلات إلى قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ عشرة أعوام.
وتتضمن التسهيلات المصرية إدخال القاهرة بضائع وسلعا تجارية ووقودا إلى قطاع غزة، إلى جانب انتظام فتح معبر رفح الذي لم يفتح سوى 14 يوما هذا العام.
ورأى مراقبون فلسطينيون أن عباس يسعى للاقتراب من تركيا في محاولة للتعويض عن برودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية ومصر.
وقالوا إن عباس الذي زار القاهرة والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي في يوليو الماضي، فشل على ما يبدو في إقناع المسؤولين المصريين بسحب رعاية القاهرة لتفاهمات دحلان-حماس، لا سيما وأن موقف القاهرة واضح حول وقوفها على مسافة واحدة مع كافة الأطراف.
واتهم أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي عن حماس الثلاثاء، السلطة الفلسطينية “بعرقلة” تنفيذ تفاهماتها مع مصر بشأن التسهيلات في القطاع.
واعتبر أن صياغة المشروع الوطني الفلسطيني ووضع إستراتيجية موحدة يستلزمان توفر إرادة صادقة ومخلصة لدى السلطة التي ترفض الاستجابة لنداءات الوحدة والمصالحة.
والظاهر أن موقف الدوحة الضعيف بسبب الأزمة الراهنة مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين، نشط أكثر بدل تفعيل مبادرة تركية في هذا الشأن.
وتقول المعلومات إن زيارة أردوغان التي جرت لعمّان تحت عنوان وحدة الموقف إزاء الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بالمسجد الأقصى كان هدفها إزالة الالتباس حول طموحات تركيا للعب دور في هذه القضية، وفتح الباب أمام مواكبة أردنية لأي مساع تركية جديدة في شأن المفاوضات مع إسرائيل أو في مسألة التدخل لإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني.
غير أن مراجع فلسطينية توقعت فشل أي مساع تركية في صدد الملفين، مؤكدة أن أمر استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منوط بجهود تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقط.
العرب اللندنية