أنقرة – قال محللون وأوساط سياسية فلسطينية إن محاولة الرئيس محمود عباس سحب البساط من تحت التفاهمات التي جرت في الفترة الأخيرة بين حماس وتيار القيادي الفتحاوي محمد دحلان برعاية القاهرة، فشلت خلال رحلته إلى تركيا.
وكشفت كواليس اللقاء الذي جمع عباس بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة أن الطرفين وجدا صعوبة باتجاه التدخل لإنعاش الوحدة الداخلية الفلسطينية من خلال المصالحة بين حركتي فتح وحماس وكذلك إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
ولم يذكر عباس خلال مؤتمر صحافي عقده مع أردوغان صراحة الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في الخلافات مع حماس ودحلان واكتفى بالقول “أجريت مباحثات مثمرة مع أردوغان حول مختلف القضايا التي تهم البلدين”.
وأضاف “لقد وضعته في صورة آخر التطورات في منطقتنا وخاصة نتائج الزيارة الأخيرة للوفد الأميركي وجهودنا لعقد المجلس الوطني الفلسطيني بأسرع وقت ممكن، من أجل حشد طاقات شعبنا لمواجهة التحديات القادمة التي تواجه القضية الفلسطينية”.
ويقول مراقبون فلسطينيون إن عباس يسعى للاقتراب من تركيا في محاولة للتعويض عن برودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية ومصر.
وأشاروا إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية يرى أن أنقرة قوة موازية لمساعي مصر، التي رعت تفاهمات دحلان وحماس لحل الأزمة الداخلية.
الرئيس عباس يسعى للاقتراب من تركيا في محاولة للتعويض عن برودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية ومصر
واعتبر كثيرون أن عباس الذي التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي في يوليو الماضي بالقاهرة، فشل في إقناع المسؤولين المصريين بسحب رعاية القاهرة لتفاهمات دحلان-حماس لا سيما وأن موقف مصر واضح حول وقوفها على مسافة واحدة مع كافة الأطراف.
ويسعى أردوغان من خلال الملف الفلسطيني للقيام دور جديد يحسّن موقع بلاده في المنطقة على خلفية تصدع علاقات أنقرة مع مصر والدول المقاطعة لقطر وفشل مساعيه الأخيرة في الخليج لحل النزاع مع الدوحة.
وقال إن “هناك ضرورة لتحقيق الوحدة بين الفلسطينيين من أجل تحسين الظروف المعيشية اليومية لهم ودعم القضية الفلسطينية”، مطالبا جميع الأطراف الفلسطينية في هذا الإطار بالاستجابة لنداء تركيا من موقعها كرئيس لدورة القمة الإسلامية.
وكان مسؤولون في حماس أعلنوا مؤخرا عن تفاهمات توصلت الحركة إليها مع مسؤولين مصريين بشأن إدخال تسهيلات إلى غزة المحاصرة إسرائيليا منذ عشرة أعوام.
وتتضمن التسهيلات المصرية إدخال القاهرة بضائع وسلعا تجارية ووقودا إلى قطاع غزة، إلى جانب انتظام فتح معبر رفح الذي لم يفتح سوى 14 يوما هذا العام.
واتهم النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي عن حماس أحمد بحر الثلاثاء الماضي السلطة الفلسطينية بعرقلة تنفيذ تفاهماتها مع مصر بشأن التسهيلات في القطاع.
واعتبر أن صياغة المشروع الوطني الفلسطيني ووضع استراتيجية موحدة يستلزمان توفر إرادة صادقة ومخلصة لدى السلطة التي ترفض الاستجابة لنداءات الوحدة والمصالحة.
ومن الواضح أن المهمة التي يريد أردوغان القيام بها تبدو صعبة، وفق المتابعين، خاصة بعد تأكيد أن طريق السلام الدائم في المنطقة يمر من خلال إقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة.
وقال إن “حل الأزمة في المنطقة وإرساء السلام يصب في صالح الإسرائيليين فضلا عن إخوتنا الفلسطينيين”.
ويراهن أردوغان من خلال المشروعات الاقتصادية التي تنجزها تركيا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإتاحة التأشيرة الإلكترونية للفلسطينيين للدخول إليها في أكتوبر المقبل.
العرب اللندنية