شن الطيران الروسي والتركي للمرة الأولى غارات مشتركة في سورية استهدفت مواقع لتنظيم «داعش» في مدينة الباب شمال حلب بعد ساعات من إعلان واشنطن أن التحالف الدولي بقيادة أميركا قصف مواقع للتنظيم في المنطقة دعماً لفصائل سورية معارضة تساندها أنقرة. وعلق «داعش» رؤوس ستة من عناصر القوات النظامية قتلوا في دير الزور لترويع المدنيين. وأعلنت موسكو أن مفاوضات آستانة في 23 الجاري مفتوحة أمام جميع الفصائل المقاتلة باستثناء «داعش» و «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، بالتزامن مع رفض «حركة أحرار الشام» المشارَكة في مقابل تأييدها الفصائل التي ستحضر المفاوضات.
وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة قيادة أركان الجيش الروسي للصحافيين: «نفذ الجيش الروسي والجيش التركي (الأربعاء) أول عملية جوية مشتركة لضرب داعش في منطقة الباب». وقال إن «تسع طائرات روسية وثماني طائرات تركية شاركت في العملية». ووصفت موسكو العملية بأنها «فعالة»، وقالت إنها جرت بموافقة دمشق وشاركت فيها أربع مقاتلات «سوخوي- 24 أم» وأربع طائرات هجومية «سوخوي- 25» وقاذفة تكتيتية «سوخوي- 34»، كما شاركت فيها أربع طائرات «أف- 16» وأربع «أف- 4» تركية. وأعلنت موسكو وأنقرة التوقيع في 12 كانون الثاني (يناير) على اتفاق يحدد آليات تنسيق الضربات المشتركة في سورية ضد «أهداف إرهابية».
وكان الكولونيل جون دوريان المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي قال إنه تم أخيراً، وللمرة الاولى، شن أربع غارات شمال سورية دعماً للعملية العسكرية التي تشنها تركيا لاستعادة الباب من أيدي «داعش». وقال: «رصدنا أهدافاً» قرب مدينة الباب «بالتعاون مع تركيا (…) ونحن نتوقع مواصلة هذا النوع من الغارات».
وتشارك تركيا في التحالف وتسمح للطائرات الغربية باستخدام قاعدة أنجرليك لانطلاق عملياتها. وأتى تهديد تركيا بإغلاق قاعدتها الجوية أمام طيران التحالف غداة تصريح وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو بأن أنقرة لم تتلق أي دعم من الولايات المتحدة في جهودها لانتزاع مدينة الباب من أيدي «داعش» في معركة شهدت قتالاً عنيفاً.
وفي شرق سورية، يعيش سكان مدينة دير الزور في خوف شديد مع تقدم التنظيم داخل أحيائهم، فهم يخشون الإعدامات الجماعية والأعمال الوحشية التي اعتاد الإرهابيون ارتكابها في كل منطقة سيطروا عليها. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «وثق قيام داعش بتعليق 6 رؤوس في مدينة الميادين قتلوا في معارك في مدينة دير الزور ومحيطها، بينهم ثلاثة رؤوس في منطقة بالمدينة وسط تجمهر عشرات الأطفال والمواطنين». ويغذي التنظيم الإرهابي في المناطق الواقعة تحت سيطرته الشعور بالرعب بين الناس من خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات التي يطبقها على كل من يخالف أحكامه أو يعارضه.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو لا تعارض مشاركة محمد علوش، رئيس الجناح السياسي في «جيش الإسلام» في مفاوضات آستانة. وأضاف أن جميع الفصائل السورية المسلحة التي انضمت الى الهدنة مدعوة للانضمام إلى المفاوضات. وقالت «حركة أحرار الشام الإسلامية» في بيان صادر عن مجلس شورى الحركة: «ترجح عند شورى الحركة، وبعد نقاش طويل جداً، ألا تشارك الحركة في المؤتمر لأسباب عدة»، بينها «عدم تحقق وقف إطلاق النار»، خصوصاً في منطقة وادي بردى قرب دمشق، واستمرار روسيا، إحدى الدول الراعية للمحادثات، قصفها الجوي في سورية. لكنها أضافت: «على رغم هذا القرار فإننا سنؤيد الإخوة الذاهبين إلى المؤتمر إنْ توصلوا إلى نتائج طيبة فيها مصلحة الأمة والتخفيف عنها».
إلى ذلك، زارت النائب الديموقراطية الأميركية تولسي غابارد، دمشق حيث التقت مسؤولين فيها، في زيارة نادرة لعضو في الكونغرس الأميركي. ورفض مكتب النائب أن يحدد ما إذا التقت الرئيس السوري بشار الأسد أو لا.
الحياة