القاهرة – عقد وفد حماس بقيادة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، لقاء مع مسؤولين مصريين الأحد، لإزالة بعض الاحتقانات التي تولدت نتيجة استمرار مناورات الحركة أمنيا، ومحاولة تمتين خيوط تواصلها السياسي مع جهات لا ترتاح لها القاهرة.
وتمثل زيارة وفد حماس للقاهرة حاليا، اختبارا جديا لعلاقات الحركة مع مصر، ومحاولة لإضفاء مشروعية متقدمة على التفاهمات التي جرت برعاية القاهرة بين حماس ومحمد دحلان قائد التيار الإصلاحي الفتحاوي.
ومن المنتظر أن يعقد وفد الحركة لقاءات مع دحلان ومساعديه في القاهرة، لاستكمال التفاهمات السابقة، وتهيئة الأجواء لتنفيذها عمليا.
ووصل موسى أبومرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة، إلى القاهرة مساء السبت على رأس وفد ضم 6 أعضاء من قادة الحركة بالخارج جاؤوا من تركيا، بعيد وصول الوفد الأول بقيادة هنية من غزة صباح اليوم ذاته.
وأعلنت حماس في بيان لها أن وفدها، الذي يضم قادة الداخل والخارج، سيبحث العديد من القضايا المهمة وتعزيز التفاهمات مع القاهرة التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة وآليات رفع الحصار عن قطاع غزة، وغيرها.
وقال مصدر أمني لـ”العرب” إن ثمة أسبابا أخرى دفعت قادة الحركة من الصفوف الأولى والثانية لزيارة القاهرة في هذا التوقيت.
وأوضح أن حماس “تريد امتصاص غضب القاهرة ومحاولة ترضيتها، عقب قيام الحركة بتوثيق علاقاتها مع إيران، والسماح لتركيا بالدخول على خط المصالحة”، ما يضفي “ضجيجا وشوشرة على الدور المصري”.
وأضاف المصدر أن الحركة “تريد استغلال الموقف لزيادة الخلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، بعد زيارته المفاجئة لتركيا الشهر الماضي، والترويج لأنها لا تتوافق مع هذه الخطوة”.
وتسعى حماس لضمان وصول المساعدات التي تأتي إلى غزة من مصر والإمارات، وهي على قناعة بأن ذلك لن يحدث سوى بتجنب مضايقة القاهرة.
ويرى محمد جمعة، الباحث المصري المتخصص في الشأن الفلسطيني، أن وجود وفد حماس في القاهرة، يأتي في إطار تأكيد الحركة التزامها بتفاهمات القاهرة مع القيادي محمد دحلان، وأنها تعطي أفضلية لدور مصر على صعيد المصالحة عن أي دور إقليمي آخر، في إشارة إلى تركيا أو قطر أو حتى إيران.
وقال لـ”العرب” إن “حماس تسعى جاهدة إلى أن تظهر مدى حرصها على أنها معنية بالتعاون الأمني ونفي أي توقعات بخصوص تراخيها، وتدرك جيدا مدى أهمية هذه القضية بالنسبة لمصر”.
لكن محللين آخرين قالوا لـ”العرب” إن ذلك غير كاف بالنسبة للقاهرة، وعلى الحركة أن تثبت بأدلة إضافية أنها مستعدة فعليا للمشاركة في الحفاظ على الأمن القومي المصري، خاصة ما يتعلق بمنع خروج ودخول عناصر السلفية الجهادية من غزة إلى سيناء والعكس، عبر الأنفاق، وضرورة وقف تقديم الدعم اللوجسيتي لهؤلاء داخل القطاع.
واستبعد مراقبون أن تكون حماس مستعدة لإرضاء القاهرة تماما، لأن قيادة الحركة حريصة على التمسك بعلاقاتها مع دوائر إقليمية لها أجندات غامضة، ولا تريد الاستجابة لكل المطالب، كي لا تخسر جميع كروت المناورة، وهذا ما تدركه القاهرة، وهو ما دفعها إلى التعامل بحذر وتريث شديدين مع الحركة.
العرب اللندنية