حذرت بنغلاديش جارتها ميانمار من تكرار خرق مجالها الجوي، وقالت إن أية “أعمال استفزازية” أخرى قد تكون لها “عواقب غير مبررة” مثيرة احتمال تدهور العلاقات بين البلدين بسبب أزمة اللاجئين.
وقالت إن طائرات مسيرة وطائرات مروحية من ميانمار خرقت المجال الجوي لبنغلاديش ثلاث مرات في 10 و12 و14 سبتمبر/أيلول الجاري.
وعلى إثر ذلك، استدعت السلطات البنغالية أحد كبار مسؤولي سفارة ميانمار في داكا لتقديم شكوى بشأن ذلك.
وأوضحت وزارة الخارجية البنغالية في بيان لها أمس الجمعة أن “بنغلاديش تبدي قلقها العميق إزاء تكرار مثل هذه التصرفات الاستفزازية وتطالب ميانمار باتخاذ الإجراءات الفورية لضمان عدم حدوث مثل هذه الانتهاكات للسيادة مرة أخرى”.
وحذرت جارتها من استمرار الانتهاكات الجوية وقالت “هذه الأعمال الاستفزازية قد تؤدي إلى عواقب لا مبرر لها”.
في الجهة المقابلة، قال متحدث باسم حكومة ميانمار إنه لا يملك معلومات عن هذه الحوادث التي تشتكي منها بنغلادش مضيفا أن بلاده ستتحقق من أي معلومات تقدمها لها بالخصوص.
وأضاف المتحدث في تصريح لوكالة رويترز “بلدانا يواجهان حاليا أزمة اللاجئين. نحتاج للتعاون بتفاهم قوي”.
احتجاج بنيويورك
في هذه الأثناء ومع تفاقم أزمة مسلمي الروهينغا، تجمع العشرات من الجالية العربية و الآسيوية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك احتجاجا على ما وصفوه بالتطهير العرقي الذي يستهدف مسلمي إقليم أراكان غربي البلاد.
ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات تطالب بوقف الإبادة الجماعية، كما حمل المتظاهرون شعارات دعوا من خلالها باكستان وإسرائيل والهند وقف بيع الأسلحة إلى جيش ميانمار.
كما طالبوا الأمم المتحدة بالقيام بواجباتها إزاء الإنسانية، والتحرك الفوري لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين في بنغلاديش، واتخاذ خطوات ملموسة لوقف أعمال العنف التي تستهدف المدنيين.
أزمة اللاجئين
وفي السياق ذاته، أعلن ستيفن دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن عدد لاجئي الروهينغا، الذين عبروا الحدود بين ميانمار وبنغلاديش منذ 25 أغسطس/آب الماضي، اقترب من 400 ألف شخص.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية بنيويورك إن “الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط شهدت عبور أكثر من ألف شخص من هؤلاء إلى بنغلاديش”.
وأوضح أن تقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية أظهرت أن حوالي 40% من الروهينغا اضطروا إلى الفرار من أراكان لبنغلاديش منذ 25 أغسطس/آب الماضي.
وقالت الأمم المتحدة إن على المجموعة الدولية الاستعداد “للسيناريو الأسوأ”، أي تهجير جميع الروهينغا الموجودين في إقليم أراكان إلى بنغلاديش.
يشار إلى أنه بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982، حُرم نحو 1.1 مليون مسلم روهينغي من حق المواطنة وتعرضوا لسلسلة مجازر وعمليات تهجير، ليتحولوا إلى أقلية مضطهدة في ظل أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة، في حين تصنفهم الأمم المتحدة بـ”الأقلية الدينية الأكثر اضطهادا في العالم”.
المصدر : وكالات، الجزيرة نت