نيويورك – أجمع المراقبون على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدّم للعالم من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، نسخة مكررة من المواقف التي روّج لها أثناء حملته الانتخابية للرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية.
وفوجئ دبلوماسيون في المنظمة الأممية أن ترامب، وبعد أكثر من 8 أشهر على تبوّئه سدة الرئاسة وبعد الهزات التي تعرّضت لها إدارته في الداخل والخارج، أعاد إنتاج نفس الخطاب الذي قاده إلى البيت الأبيض في نوفمبر من العام الماضي.
وأشارت مصادر دبلوماسية عربية في نيويورك إلى أن ترامب غمز مباشرة من قناة قطر حين هاجم الدول التي تمّول الإرهاب مدرجا حركة طالبان الأفغانية التي تمتلك مكتبا تمثيليا لها في الدوحة كحركة إرهابية.
ولفتت هذه المصادر إلى أن مواقف الرئيس الأميركي التي أعلنها حيال إيران التي وصفها بـ”الدولة المارقة” تعكس تشددا ينفي كل التقارير التي تحدثت عن جدل آخر داخل الإدارة الأميركية حول كيفية مقاربة الاتفاق النووي.
ولاحظ خبراء دوليون في شؤون العلاقات الأميركية الإيرانية أن ترامب ما زال يعتبر أن الاتفاق النووي مع إيران هو الأسوأ في تاريخ بلاده، متهما طهران بدعم التطرف والإرهاب في العالم وداعيا دول العالم للانضمام إلى الولايات المتحدة في حملتها ضد إيران.
ورأى هؤلاء في ذلك أعراض حملة أميركية دولية تقودها واشنطن للتصدي للسياسة الإيرانية في العالم.
وتوقف المراقبون عند موقف ترامب حيال الأزمة السورية معتبرا أن استخدام السلاح الكيمياوي هو “أمر صادم”، وهو ما رأى فيه هؤلاء تبريرا للجوء ترامب إلى الإيعاز بقصف مطار الشعيرات في سوريا. لكن المراقبين قرأوا في موقف ترامب ما يتسق مع التنسيق الأميركي الروسي العسكري والدبلوماسي الجاري حاليا لإيجاد تسوية للمسألة السورية.
ولاحظ مراقبون أن ترامب اعتمد نفس الخطاب الصقوري المتشدد حيال كوريا الشمالية مهددا إياها بتدمير كامل في حال تعرض أمن الولايات المتحدة لخطر من قبل بيونغ يانغ.
وأضاف هؤلاء أن ترامب، ومن خلال تجربته الرئاسية منذ بداية هذا العام، أدرك محورية الدور الأميركي في العالم، وهراء ما فهم أثناء حملته الانتخابية أنه ميل نحو عزل الولايات المتحدة. ولاحظوا تمسكه بفلسفة “أميركا أولا”، واعتبروا أن إعلانه عن ضخ 700 مليار دولار لتقوية الجيش الأميركي هو إبلاغ للعالم بتعويل واشنطن على تفوقها العسكري لتأكيد الزعامة الأميركية للعالم.
العرب اللندنية