الرياض – بدأ كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والأمين العام لحزب الكتائب سامي الجميل زيارة إلى السعودية بدعوة رسمية من الرياض، ما يشي بوجود رغبة من القيادة السعودية في إعادة ترتيب أوراقها في لبنان في سياق مواجهة النفوذ الإيراني في هذا البلد.
وتزامنت الزيارتان مع أنباء شبه مؤكدة بشأن تعيين الرياض الدبلوماسي وليد اليعقوبي سفيرا لها في لبنان.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الخميس أن السعودية “أرسلت عبر سفارتها في بيروت نسخة عن أوراق اعتماد اليعقوبي إلى وزارة الخارجية لاتخاذ الإجراءات الواجبة عبر درس الملف والموافقة على الاعتماد، على أن يحضر إلى لبنان إثر إبلاغ المملكة قرار الموافقة عبر القنوات الدبلوماسية”.
وسبق أن عمل وليد اليعقوبي في لبنان، وبالتالي له دراية كبيرة بالوضع في هذا البلد، ويتولى اليعقوبي اليوم منصب مساعد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، الذي أطلق في الفترة الأخيرة سلسلة من التغريدات على موقعه على تويتر هاجم فيها حزب الله وإيران.
ويرى محللون أن دعوة السعودية لأكبر حزبين مارونيين في لبنان وتعيين سفير جديد يدخلان في سياق رغبتها في إعادة تفعيل دورها على الساحة اللبنانية بعد تراجعه في الأشهر الماضية.
وهناك قناعة لدى القيادة السعودية بضرورة التحرك وعدم ترك الباب مفتوحا أمام تغلغل إيران في هذا البلد العربي، دون أن يكون هناك رد فعل. ومعلوم أن الكتائب والقوات يشكلان قطبين رئيسيين في تحالف 14 آذار ولهما مواقف قوية رافضة لمساعي إيران وضع يدها على البلد وتحويله إلى مقاطعة تابعة لها.
وتأتي هذه الاستدارة السعودية أيضا في وقت يعيش فيه لبنان على وقع انقسام عمودي حاد بشأن مسألة التطبيع مع النظام السوري. حيث يقود حزب الله اليوم حملة لإعادة وصل بيروت بدمشق، الأمر الذي يعتبره تحالف 14 آذار خطا أحمر قبل حصول أي تسوية سياسية في سوريا تحظى بموافقة الدول العربية.
العرب اللندنية