توعدت إيران اليوم (الاثنين)، برد «صارم» في حال صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، بعدما كانت أعلنت أمس أنها ستعتبر الجيش الأميركي مساوياً لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في ظل ترقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره النهائي في شأن كيفية احتواء البرنامج الإيراني النووي.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله في مؤتمر صحافي: «نأمل ان تكف الإدارة الأميركیة عن مواصلة أخطائها و أن لا ترتكب مثل هذا الخطأ الكبیر و الاستراتیجی وان تتحلی بالحكمة».
وأضاف «لو تحركت أميركا الی اتخاذ مثل هذا القرار سیكون الرد الإیرانی صارماً جداً، وعلی أميركا أن تدفع ثمن هذا الخطأ»، مشدداً على أن الرد الإیرانی سیكون «قاسیاً فی وقتها، إلا أننا نأمل أن یتحرك العقلاء فی أميركا نحو الحد من اتخاذ مثل هذا القرار الخطیر».
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري قال أمس: «إذا صحت الأنباء عن حماقة الحكومة الأميركية في ما يتعلق بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، سيعتبر الحرس الثوري الجيش الأميركي في كل أنحاء العالم ولا سيما في الشرق الأوسط في نفس المتراس مع داعش».
وأضاف أن «الولايات المتحدة ستخطئ إذا اعتقدت أن بإمكانها الضغط على إيران للتفاوض في شأن قضايا إقليمية». وتابع :«كما أعلنا في الماضي، إذا تمت الموافقة على قانون العقوبات الأميركي الجديد، فعلى هذه الدولة أن تنقل قواعدها الإقليمية خارج مدى الصواريخ الإيرانية الذي يبلغ ألفين كيلومتر».
وكان البيت الأبيض قال الجمعة الماضي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن عن ردود فعل أميركية جديدة على اختبارات إيران الصاروخية ودعمها للإرهاب وهجماتها الإلكترونية، في إطار استراتيجيته الجديدة للتعامل مع إيران.
وتتضمن القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية حالياً أفراداً ومؤسسات تربطهم صلات بالحرس الثوري، لكن الحرس الثوري باعتباره مؤسسة ليس مدرجاً على القائمة.
ونفى قاسمي الاتهامات الأميركية بأن إيران تعاونت مع كوريا الشمالية في مقابلة تلفزيونية السبت الماضي اتهم ترامب إيران «بتمويل كوريا الشمالية» و«التعامل مع كوريا الشمالية على نحو غير ملائم تماما»، واصفاً هذه الاتهامات بأن «لا أساس لها من الصحة»
وقال «إسرائيل وبعض الدول تثير هذه الاتهامات لإثارة حالة خوف من إيران». ووصف ترامب في أول كلمة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي إيران بـ «الدكتاتورية الفاسدة»، بالاضافة إلى وصف الاتفاق النووي الذي توصل إليه الرئيس الأميركي السابق مع إيران وقوى عالمية أخرى بأنه «محرج».
ووفقاً للاتفاق النووي الذي تدعمه أيضاً بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا والصين وافقت إيران على كبح برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية التي أضرت باقتصادها. وقال الكرملين اليوم، إن «أي انسحاب أميركي من الاتفاق النووي ستكون له عواقب سلبية».
واتفقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي تدعم الاتفاق النووي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يعارضه، اليوم على ضرورة أن يدرك المجتمع الدولي التهديد الذي تمثله إيران للخليج والشرق الأوسط.
وقال الناطق باسم ماي في بيان: «اتفقا على أن المجتمع الدولي يتعين أن يدرك التهديد الذي تمثله إيران لمنطقة الخليج والشرق الأوسط الأوسع، كما يتعين عليه أن يواصل العمل على التصدي لأنشطة إيران لزعزعة استقرار المنطقة».
وما زالت واشنطن تبقي على العقوبات التي فرضتها على إيران، بسبب برنامجها الصاروخي واتهامات لها بدعم الإرهاب. وتسعى إدارة ترامب لمزيد من الضغط على الحرس الثوري الإيراني، خصوصاً بعد التجارب الصاروخية الباليستية الأخيرة، وما وصفته واشنطن بـ «الأنشطة المؤذية» عبر الشرق الأوسط.
ومن الممكن أن يؤثر فرض عقوبات أميركية على الحرس الثوري على الصراعات في العراق وسورية، حيث تدعم كل من طهران وواشنطن أطرافاً متحاربة مختلفة تعارض كلها تنظيم «داعش».
وفرضت الحكومة الأميركية عقوبات في تموز (يوليو) الماضي على 18 من المؤسسات والأفراد لدعمهم للحرس الثوري الإيراني، في تطوير طائرات من دون طيار ومعدات عسكرية.
وكان الكونغرس الأميركي أقر في آب (أغسطس) الماضي «قانون مواجهة خصوم أميركا من خلال العقوبات (كاتسا)» الذي فرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية.
ووقع ترامب على القانون الذي فرض أيضاً عقوبات على كوريا الشمالية، بسبب تطويرها أسلحة نووية وعلى روسيا بسبب ما تردد عن تدخلها في الانتخابات الأميركية العام 2016.
صحيفة الحياة اللندنية