تسود حالة من الترقب المشهد العراقي مع انقضاء المهلة التي منحتها الحكومة العراقية المركزية لإقليم كردستان لإخلاء آبار النفط في كركوك، ترافقت مع استنفار ميداني من الجانبين بلغ ذروته في مناطق التماس جنوب كركوك ودفع الولايات المتحدة إلى دعوة الطرفين إلى التهدئة.
ويترقب العراقيون اليوم ما ستؤول إليه المواجهة بين القوات العراقية والبشمركة الكردية في محافظة كركوك بعد الإنذار الذي وجهته بغداد لإقليم كردستان بإخلاء آبار النفط فيها، خصوصا بعد أن قوبلت تلك المهلة برفض كردي.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني كردي قوله إن مقاتلي البشمركة الأكراد رفضوا إنذارا من قوات الحشد الشعبي العراقية للانسحاب من موقع شمالي تقاطع طرق يعرف باسم مكتب خالد.
وأضاف المسؤول أن هذا الموقع يتحكم في الوصول إلى قاعدة جوية وبعض حقول النفط الواقعة في منطقة كركوك. ويسيطر الأكراد على المدينة ومحيطها بما في ذلك حقول النفط.
من جهته، أوضح المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي أحمد الأسدي أن “ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة”.
وذكر شهود عيان أمس السبت أن مدرعات القوات العراقية تحتشد على ضفة نهر على أطراف مدينة كركوك رافعة العلم العراقي، في حين تمركزت قوات البشمركة على الضفة الأخرى. وكانت مناوشات متفرقة جرت بين الطرفين أدت إلى مقتل طفل وشرطي.
وقال ضابط في الجيش العراقي إن القوات الحكومية بالمنطقة لم تتحرك، وهي بانتظار أوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة، في حين أفاد مصدر عسكري عراقي بأن قرار منع مركبات الأجرة التي تحمل لوحات تسجيل محافظات إقليم كردستان من دخول مدينة الموصل دخل السبت حيّز التنفيذ.
تحذيرات ومخاوف
على الجانب الآخر، حذر قائد قوات البشمركة في محور غربي كركوك كمال كركوكي القوات الحكومية والحشد الشعبي من الاقتراب من مدينة كركوك.
وقال كركوكي في مؤتمر صحفي إن قواته اتخذت الاستعدادات اللازمة لمواجهة “أية مخاطر” وهي “مستعدة لأية مواجهة”، مضيفا أنه “إذا ارتكب الآخرون أي خطأ وتقدموا صوبنا فسنلقنهم درسا لن ينسوه أبدا”.
وأعلنت سلطات الإقليم بشكل متكرر خلال الأيام الماضية أن قوات الحكومة المركزية تستعد للسيطرة بالقوة على حقول النفط في محافظة كركوك.
ومع تصاعد حدة التوتر بين الجانبين، قال إياد علاوي نائب الرئيس العراقي إن الأزمة بين بغداد وأربيل تستدعي تحركا عاجلا لتهدئة الأوضاع وبدء حوارات ثنائية.
ومع اقتراب انتهاء مهلة بغداد، دخلت الولايات المتحدة -التي تنشر قوات مع الجيش العراقي والبشمركة- على خط الأزمة في محاولة لتهدئة التوتر.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن بلاده تحاول تهدئة التوتر بين بغداد والأكراد منذ أن بدأت السلطات العراقية تحركا عسكريا في كركوك.
وأضاف ماتيس أن على الجميع التركيز على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وقال إن واشنطن تحاول أن تهدئ الأمور، وترى كيف يمكنها المضي قدما، دون أن يغيب عن أنظارها من وصفه بالعدو، في إشارة إلى التنظيم.
المصدر : الجزيرة + وكالات