واشنطن – عكست الاستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء النفوذ الإيراني في المنطقة وبرنامجها للصواريخ الباليستية فهما أعمق لطبيعة النظام الإيراني، لكن عدم توقيع ترامب على الاتفاق النووي نتج عن تسرع دون دراسة مسبقة.
وباتت كرة الاتفاق النووي في ملعب الكونغرس، الذي سيكون لديه الخيار إذا ما كان سيعيد فرض عقوبات على إيران، لكن الاتجاه العام في واشنطن يشي بعكس ذلك.
وأراد ترامب تجميد الاتفاق سياسيا دون الإقدام على تجميده من الناحية القانونية، ضمن رغبة أجمع عليها مساعدوه، خصوصا من يحملون خلفية عسكرية، لاتباع استراتيجية تجاه إيران تشبه استراتيجية واشنطن في تعاملها مع كوريا الشمالية، عبر وضع ضغط لا متناه على نظامها على أمل تعديل سلوكه أو انهياره.
وقالت نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الأحد إن واشنطن تتوقع الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، مضيفة أن إدارة ترامب تريد التوصل إلى رد “متناسب” مع تصرفات طهران على المسرح العالمي.
وأضافت “أعتقد أنه في الوقت الحالي سترون أننا باقون في الاتفاق لأننا نأمل أن نحسن الأوضاع وهذا هو الهدف”، مشيرة إلى القلق إزاء اختبارات إيران لصواريخ باليستية ومبيعاتها للأسلحة ودعمها للإرهاب.
وأكدت هيلي لقناة إن.بي.سي أن السبب في أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب الاتفاق النووي مع إيران هو تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي، “وما نقوله الآن في ما يتعلق بإيران هو لا تسمحوا لها بأن تكون كوريا الشمالية المقبلة”.
ولم يكن أمام هيلي من خيار سوى تبني لهجة أكثر هدوءا من ترامب، بعد مواقف حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، الذين عبروا عن التزامهم بالاتفاق وحفاظهم على روحه.
والأحد جددت كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في مكالمة هاتفية، التزام بلديهما بالاتفاق النووي مع إيران.
وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في بيان، إن الدولتين “اتفقتا على الالتزام الكامل للمملكة المتحدة وألمانيا بالاتفاق”.
وتابعت “اتفقتا أيضا على ضرورة مواصلة تصدي المجتمع الدولي لأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة، وبحث سبل مواجهة المخاوف من برنامج إيران للصواريخ الباليستية”.
ومن غير المتوقع أن يعيد الكونغرس مجددا فرض عقوبات على إيران، وسط معارضة الديمقراطيين وجانب كبير من الجمهوريين لخطوة ترامب بعدم التصديق على الاتفاق. لكن مواقف الكونغرس لن تزعزع في الوقت نفسه روح استراتيجية ترامب التي بدأها بفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني.
العرب اللندنية