صرحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أن الجهورية الإسلامية الإيرانية في طريقها لتصبح كوريا الشمالية الجديدة.
فيما شدد الحرس الثوري الإيراني في بيان له على أن طهران ستسرع من وتيرة تطوير برنامجها الصاروخي، وأنها ستعزز نفوذها في الإقليم، ما يعتبر ذلك تأييداً لما ذهب إليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال خطابه عن عدم التزام إيران بالاتفاق النووي.
وحسب موقع «راديو فردا» التابع للحكومة الأمريكية، قالت نيكي هيلي إن إيران من خلال تخفيها خلف التزامها التقني بالاتفاق النووي، تنتهك التزاماتها الأخرى بشكل صارخ فيما يتعلق بسلوكها للحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليمي، مضيفة ً أن النظام الإيراني يواصل التلاعب بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وواصلت قائلةً «أين غضب مجلس الأمن من تصرفات إيران؟»، مؤكدةً على أن بلادها لن تغض الطرف عن هذه الانتهاكات الصارخة بعد الآن، متهمةً إيران بانتهاك قرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان واليمن. وقالت السفيرة الأمريكية لأعضاء مجلس الأمن «الحكم على إيران بالحدود الضيقة للاتفاق النووي يغفل الطبيعة الحقيقية للتهديد. ويجب الحكم على إيران بمجمل سلوكها العدواني والمزعزع للاستقرار وغير القانوني، أما فعل غير ذلك سيكون حمقًا». وأكدت هيلي أن العالم سيواجه حقيقة جديدة في الشرق الأوسط ألا وهي أن إيران ستصبح كوريا الشمالية جديدة.
واتهمت الولايات المتحدة إيران بانتهاك العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي وقالت إنها «لن تغض الطرف» بعد الآن وخاطبت مجلس الأمن الذي يضم 15 عضوا بشأن سلوك إيران متسائلة «أين الغضب؟».
ووجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربة يوم الجمعة للاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية عام 2015 مع إيران عندما رفض رسميا التصديق على أن طهران ملتزمة بالاتفاق الذي يحد من برنامجها النووي حتى على الرغم من قول المفتشين الدوليين ذلك.
وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي لمجلس الأمن «الحكم على إيران بالحدود الضيقة للاتفاق النووي يغفل الطبيعة الحقيقية للتهديد. يجب الحكم على إيران بمجمل سلوكها العدواني والمزعزع للاستقرار وغير القانوني. أما فعل غير ذلك سيكون حمقا».
وجرى رفع معظم العقوبات عن إيران في بداية 2016 بموجب الاتفاق النووي الذي توسطت فيه القوى العالمية والمنصوص عليه في قرار لمجلس الأمن. ولا يزال القرار يُخضع إيران لحظر سلاح دولي وقيود أخرى ليست من الناحية الفنية جزءا من الاتفاق النووي.
وقالت هيلي «يواصل النظام التلاعب بهذا المجلس. إيران تختبئ وراء تأكيدها على الامتثال الفني للاتفاق النووي في الوقت الذي تنتهك فيه بشكل صارخ قيودا أخرى على سلوكها».
وأضافت «أين غضب هذا المجلس؟».
وخلال اجتماع للمجلس ركز كما جرت العادة على إسرائيل والفلسطينيين تحدثت هيلي حصريا عن إيران مما دفع نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا ليسأل لاحقا «أتُراهم خلطوا بنود جدول الأعمال؟»
ويتعين على الأمين العام للأمم المتحدة أن يرفع كل ستة أشهر تقريرا للمجلس بشأن انتهاكات العقوبات المتبقية والقيود على إيران. وأُثيرت مخاوف من أن إيران ربما انتهكت حظر السلاح وأن إطلاقها صواريخ باليستية «لا يتسق مع الروح البناءة» للاتفاق النووي.
كما اتهمت هيلي إيران بانتهاك قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان واليمن.
ولم يقترح أعضاء المجلس اتخاذ أي إجراء ضد إيران. ويقول دبلوماسيون إن روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو) لن توافقا على الأرجح على مزيد من العقوبات.
وقال السفير الإيراني في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو لمجلس الأمن «إذا كانت لدينا طموحات للهيمنة لما كان جرى التوصل إلى الاتفاق النووي مطلقا. نهج الإدارة الأمريكية الجديدة وإستراتيجيتها الخطيرة في الآونة الأخيرة تجاه الاتفاق وإيران تتعارض مع إرادة المجتمع الدولي».
وعلى صعيد آخر، في بيان يعتبر تحدياً لتصريحات ترامب ضد إيران، أكد الحرس الثوري أن طهران ستواصل وبقوة تطوير صواريخها البالستية، وأنها ستعزز نفوذها الإقليمي.
وحسب وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، اعتبر الحرس الثوري في بيان رسمي له أن العقوبات الجديدة الأمريكية ليست إلا دليلاً على غضبهم، مؤكداً عزمه على الاستمرار في تطوير قدراته الصاروخية ونفوذه الإقليمي. وثنى الحرس على دعم جميع شرائح الشعب الإيراني ومسؤوليه له، معتبراً هذا الدعم رداً حازماً على سياسة واشنطن ضده.
وأكد على عزمه وإرادته على محاربة الصهيونية وأنظمة الهيمنة دون هوادة، واستمراره في تعزيز قدرات البلاد الدفاعية والصاروخية، مضيفاً أن المواقف العدائية للرئيس الأمريكي وفرضه عقوبات ظالمة جديدة على الحرس الثوري ما هي إلا دليل على هزيمة السياسات الشيطانية لأصحاب البيت الأبيض والكيان الصهيوني في تغيير خريطة المنطقة وتجزئتها وإضعاف البلدان الإسلامية، وأن غضبهم ناجم عن دور الحرس الثوري الخلاق في المنطقة.
وأردف البيان أن الحرس الثوري انطلاقاً من رسالته الفطرية والثورية سيستمر في محاربة نظام الهيمنة والصهيونية دون هوادة بعزم وإصرار أكثر، مشيراً إلى أن الحرس الثوري لن يتوانى أبداً في الدفاع عن الثورة الإسلامية والمصالح القومية للبلاد.
وأعرب عن تقديره للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، والشعب الايراني ورجال الدين والمسؤولين، معتبراً أن موقفهم هو رد حازم على الشيطان الأكبر، متمنياً التطور والارتقاء المستمر للبلاد.
محمد المذحجي
صحيفة القدس العربي