حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من أن أزمة إقليم كتالونيا يمكن أن تؤدي لتفكك خطير”. في وقت أبدى ساسة الإقليم رفضهم الخضوع لإجراءات اتخذتها الحكومة المركزية في مدريد، مع خروج مئات الآلاف في برشلونة مطالبين بالاستقلال.
وقال الوزير الفرنسي -في تصريحات صحفية نشرت اليوم الأحد- إنه يأمل أن يؤدي إعلان رئيس الوزراء الإسباني عن انتخابات في كتالونيا إلى “توضيح الوضع والعودة إلى طريق حوار بناء”.
وأضاف لودريان أن “المهم في هذه القضية هو أن هناك دولة قانون يجب احترامها وأن يكون ذلك المرجع الأساسي في البناء الأوروبي”.
وقال أيضا “لو تم الخروج عن الإطار الدستوري في دول الاتحاد، نجد أنفسنا في وضع من التفكك الخطير”. ودعا إلى “حوار في إطار قانوني”.
وكانت إسبانيا اتخذت مؤخرا إجراءات قاسية لمنع كتالونيا من الانفصال، وأعلنت الاستعداد لإقالة السلطة التنفيذية التي يقودها زعيم الإقليم كارلس بوغديمونت.
وقد حث وزير الخارجية الإسباني ألفونوسو داستيس أبناء كتالونيا على تجاهل أي تعليمات تصدر عن زعيم الإقليم.
وقال داستيس -في مقابلة بثتها “بي بي سي” اليوم الأحد- إن السلطات الإسبانية استخدمت القوة بشكل محدود لإجهاض الانفصال، وإن الكثير من الصور التي ظهرت مزورة.
وشدد على أن الحكومة المركزية بكاملها تعمل على استعادة النظام في كتالونيا وفقا لنصوص الدستور الإسباني.
وفي وقت سابق، قررت الحكومة المركزية أن تطلب من مجلس الشيوخ تعليق مهام السلطة المحلية في إقليم كتالونيا الذي يتمتع بحكم ذاتي، والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة للحيلولة دون الانفصال.
ومن جانبه، طالب بوغديمونت بعقد جلسة لمناقشة محاولة الحكومة الإسبانية تجميدَ الحكم الذاتي، واتخاذِ القرارات المناسبة إزاء ذلك.
وقال بوغديمونت إنه يدعو برلمان الإقليم إلى عقد جلسة عامة لاتخاذ قرار “بشأن محاولة تصفية حكومتنا وديمقراطيتنا والتصرف طبقا لذلك”.
واعتبر زعيم الإقليم أن هذه الإجراءات تمثل أسوأ هجوم تتعرض له كتالونيا منذ الحكم الدكتاتوري في حقبة فرانسيسكو فرانكو.
وللرد على إجراءات مدريد الجديدة، تظاهر مئات الآلاف في برشلونة عاصمة كتالونيا مطالبين بالاستقلال عن إسبانبا.
هتافات الحرية
وردد المحتجون هتافات “الحرية.. الحرية” وهم يلوحون برايات كتالونيا، ويحملون لافتات كتب عليها “الدفاع عن أرضنا ليس جريمة”.
وارتدى المتظاهرون أوشحة صفراء دعما لاثنين من زعماء حملة الانفصال كانت مدريد أودعتهما السجن لإدانتهما بالتحريض. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة المحلية أن عدد المشاركين في المظاهرة بلغ نحو 450 ألف شخص.
وقالت رئيسة برلمان الإقليم كارمي فوركاديل إن قرار عزل حكومتها وفرض إجراء انتخابات جديدة هو “انقلاب وتعدّ على الديمقراطية”.
ومن المتوقع أن يتخذ برلمان كتالونيا غدا الاثنين قرارا بشأن عقد جلسة بكامل أعضائه لإعلان قيام جمهورية كتالونيا رسميا.
وكانت سلطات الإقليم أجرت استفتاء على الانفصال عن إسبانيا في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وشارك بالاستفتاء 42.3% من الناخبين واختار 91.9% منهم الاستقلال، في حين رفضت مدريد الخطوة بشكل قاطع.
المصدر : الجزيرة + وكالات