استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز أمس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والوفد المرافق له ويضم عشرة وزراء وستين مستشارا في قصر العوجا بالعاصمة الرياض، في إطار الاجتماع التنسيقي الأول بين السعودية والعراق.
وتعتبر هذه هي الزيارة الثانية للعبادي إلى المملكة خلال نحو أربعة أشهر، وستنتهي اليوم الأحد بعد الاجتماع التنسيقي الأول بين الجانبين الذي يحضره وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي يزور خمس دول بالمنطقة بينها السعودية وقطر، يبحث خلالها عدة موضوعات بينها الأزمة الخليجية.
وتأتي زيارة العبادي إلى المملكة ضمن جولة خارجية تشمل دولا أخرى في المنطقة، حيث قال مدير المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء حيدر حمادة لوكالة الصحافة الفرنسية إن “جولة رئيس الوزراء تشمل السعودية والأردن ومصر، وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين العراق ودول المنطقة” خصوصا فيما يتعلق بـ “إعادة إعمار العراق”.
وزار العبادي السعودية يومي 19 و20 يونيو/حزيران الماضي، وكانت الزيارة الأولى له منذ تسلمه منصبه نهاية عام 2014. واتفق في أعقاب مباحثات مع الملك سلمان على تأسيس مجلس تنسيقي للارتقاء بعلاقاتهما إلى المستوى الإستراتيجي.
كما اجتمع الملك سلمان والعبادي في مارس/آذار الماضي على هامش القمة العربية التي عقدت في الأردن.
وتبادل مسؤولو البلدين الزيارات الثنائية، حيث وصل وزير الطاقة السعودي خالد الفالح السبت بغداد، وأكد حرص بلاده على “تعزيز ودعم التعاون الشامل مع العراق”. كما أجرى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زيارة للعراق يوم 25 فبراير/شباط الماضي.
وبدأت آثار التقارب تتضح مع افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية في أغسطس/آب الماضي، وصولا إلى قيام شركة الرحلات السعودية الاقتصادية (طيران ناس) بداية الأسبوع الحالي بأول رحلة تجارية بين الرياض وبغداد منذ 1990.
ويعتبر البعض أن العراق ابتعد عن محيطه السياسي العربي مع بدء تصاعد النفوذ الايراني في ظل الفراغ السياسي الذي خلفه سقوط النظام السابق، وأن طهران وجدت في ذلك فرصة لإحكام قبضتها على مفاتيح الحكم في الدولة التي خاضت معها حربا دامية بين عامي 1980 و1988.
المصدر : وكالات