أبوظبي – أظهرت بيانات مركز الإحصاء في أبوظبي أمس أن إنتاج الخضروات في الإمارة سجل قفزة كبيرة في العام الماضي بلغت نسبتها 8 بالمئة بعد قفزة مماثلة خلال السنوات الماضية.
وأكدت البيانات أن الإنتاج ارتفع بأكثر من 32 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية، ليقفز من أقل من 59 ألف طن في عام 2012 إلى أكثر من 78 ألف طن في العام الماضي.
وتعكس تلك الأرقام حجم الإنجاز الذي استطاعت الإمارة تسجيله رغم صعوبة الظروف المناخية وعوامل الجفاف وندرة الامطار وارتفاع درجات الحرارة لفترات طويلة على مدار العام.
وأكد محللون أن زيادة توريد الخضروات المنتجة محليا إلى أسواق الإمارة أسهم في السنوات الماضية في الحد من انعكاسات ارتفاع أسعار الغذاء عالميا بعدما تعرضت مجموعة من أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية في العالم إلى كوارث الفيضانات والزلازل والجفاف، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية ومصادر الطاقة التي أدت لزيادة تكاليف الإنتاج الزراعي.
وتشكل الزيادة في معدلات الإنتاج المحلي للخضروات الطازجة أحد أبرز محاور استراتيجية تعزيز الأمن الغذائي في إمارة أبوظبي، وتؤكد نجاح المبادرات التي تبنتها الجهات المعنية بقطاع الزراعة والإنتاج الغذائي في أبوظبي.
وتسعى تلك المبادرات إلى تطوير الإنتاج الزراعي المحلي ورفع كفاءته ودوره في تلبية حاجة السوق إلى المنتجات الزراعية وتخفيف وطأة ارتفاع الأسعار.
ويعد مركز خدمات المزارعين وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية من أبرز الجهات التي تصدت لتلك المبادرات وقد بذلت بذلك جهودا متكاملة لتعزيز توعية للمزارعين ورفع مواصفات المنتج المحلي ليتمكن من منافسة المنتجات المستوردة من حيث الكم والنوع.
وقدمت الجهتان عدة أشكال من الدعم المادي واللوجستي للمزارعين المحليين لتمكينهم من تسويق منتجاتهم في منافذ البيع الكبرى، الأمر الذي جعلها منافسا للمنتجات المستوردة من حيث التنوع والجودة والسعر.
ثامر القاسمي: نستهدف تعزيز وتوجيه النشاط الزراعي نحو زيادة الإنتاجية وتحقيق الاستدامة
وكان جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية قد نشر في عام 2012 وثيقة السياسة الزراعية وسلامة الغذاء لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لحكومة أبوظبي المحلية للتنمية الزراعية المستدامة وتأمين الإمدادات وفق أعلى معايير السلامة الغذائية.
وقال ثامر القاسمي المتحدث باسم الجهاز إن الوثيقة اهتمت بالعديد من القضايا العامة التي يتعين أن تستقطب الاهتمام الكافي بغية الإسهام في تعزيز دور القطاع الزراعي والتي تتمثل في تعزيز وتوجيه النشاط الزراعي نحو زيادة الإنتاجية وتحقيق الاستدامة.
وأضاف أنها ركزت على الزراعة المختلطة وخياراتها وتشجيع تحديث أساليب الإنتاج في المزارع الصغيرة وفق آليات السوق وكذلك بناء الشراكات مع المؤسسات الزراعية التجارية الكبيرة.
وأشار إلى أن الوثيقة تضمنت تقديم الدعم الاجتماعي لحماية النمو من التشوهات الاقتصادية وتحقيق التوازن بين البحث والتطوير وتطبيق أفضل الممارسات والتطورات العلمية وضمان الاستخدام الأمثل للموارد المائية والارتقاء بالبنية التحتية.
وأكد القاسمي أن الوثيقة ركزت على فتح أسواق محلية جديدة وتحسين فعالية سلسلة التسويق تجنبا للتضارب في الإنتاج الموسمي بوجود فائض في بعض المواسم وعجز في مواسم أخرى.
وأضاف أن الاستراتيجية وضعت رؤية للسوق لضمان اقتناص الفرص وتسويق الخضروات للأسواق الأوروبية والالتزام بالمواصفات العالمية لسـلامة الأغذية، وتشجيع المعنيين باتباع الممارسات الزراعية الجديدة.
وقدم مركز خدمات المزارعين دعما كبيرا للمنتج المحلي من خلال إنشاء مراكز إلى جوار أصحاب المزارع على مستوى إمارة أبوظبي من أجل تحسين ممارسات الزراعة لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة الإنتاج المحلي.
وأكد المركز أن الخطة الزراعية ساعدت على زيادة الإنتاج المحلي وتنوعه من خلال وضع خطة زراعية سنوية لتنظيم عمل المزارع واستمرارية الإنتاج لأطول فترة ممكنة من العام.
وأضاف أن الخطة تعتمد على دراسة كل منطقة وتحديد أنواع المحاصيل المناسبة مع مراعاة المواءمة بين إنتاج المزارع المكشوفة والبيوت البلاستيكية. وأوضح أنه يضع لكل مزرعة الأصناف المتوافقة مع ظروفها ومتطلبات السوق من أجل تحقيق الاستدامة ودعم الأمن الغذائي.
وتشير الخطة الزراعية الشتوية لهذا الموسم إلى تحديد 25 صنفا جديدا لإنتاجها في مزارع إمارة أبوظبي لتلبية احتياجات السوق وضمان تنوع المنتجات المحلية التي يتم توريدها لتعزيز الأمن الغذائي وتأكيد مكانة المنتج المحلي في الأسواق.
وتستند خطط مركز خدمات المزارعين إلى دراسات مسحية للأسواق لمعرفة احتياجات المستهلكين من أجل تصميم الخطة الزراعية بطريقة تلبي تلك الاحتياجات وتضمن رضا المستهلكين وتحقيق أعلى عائد ممكن لأصحاب المزارع. وتتوقع الدراسات التي أجراها المركز لاحتياجات السوق في الموسم الحالي أن يتم توريد نحو 50 ألف طن من المحاصيل المدرجة في الخطة، وهي كمية تغطي النسبة الأكبر من احتياجات التجار ومنافذ البيع التي يتعامل معها المركز.
وقد ابتكر المركز العلامة التجارية “حصاد مزارعنا” لترويج المنتجات المحلية من الخضروات والدجاج واللحوم الطازجة. وقد ساهمت كثيرا في تغيير النظرة إلى تلك المنتجات المحلية خلال السنوات الأخيرة.
وأكد أن ذلك استند إلى جودتها وتنوعها وقدرتها على المنافسة مع المنتجات المستوردة، كونها تصل طازجة من المزرعة إلى المستهلك مباشرة، وتلقى ترحيبا واسعا من قبل المستهلكين.
العرب اللندنية